“البرعة” فن عماني في قائمة التراث الإنساني
لقد ارتبط الانسان العماني منذ القدم ، بجوانب ثقافية مختلفة، اتاحت له جانبا من بسط روح التعايش مع الاخر ، ولعل الارث الفني هو احد الجوانب الثقافية الهامة التي اوجدت دورا بارزا في اثراء الفكر لدى الانسان العماني ، وبهذا الثراء استطاع الإنسان العُماني التخاطب مع الاخر من خلال ابداعاته في الفنون الشعبية الموسيقية التي تزخر بها السلطنة، فقد ساعد الموقع الجُغرافي المميز السلطنة على ثراء الثقافة العُمانية وظهور البُعد الإنساني في المكون الثقافي العُماني، فقد انفتحت عُمان على الثقافات المجاورة واستوعبت مفرداتها ، إضافة إلى الثقافة العربية المتأصلة في الأراضي العُمانية منذ القدم. ولعل الفنون العُمانية تعكس هذا الثراء والتنوع، ومن تلك الكنوز الثقافية المتراكمة فن البرعة، حيث يعتبر واحداً من أكثر فنون محافظة ظفار انتشاراً وشعبية ويعد من الأنماط الموسيقية العمانية التقليدية . وسنتحدث في هذه الدراسة عن تسمية النمط الموسيقي لفن البرعة ، وعن أماكن انتشاره ، ومناسبات أدائه وطريقة أدائه والآلات المستخدمة في أدائه ، وسنتطرق أيضا إلى العادات والتقاليد التي ارتبطة بفن البرعة، وسنذكر اشهر شعراء ومغني البرعة ، وأخيراً سنورد بعض النماذج من أشهر أشعار فن البرعة ، وفي النهاية سأختم بذكر الجهود الحكومية والأهلية في مجال الحفاظ على هذا المكون الثقافي غير المادي .
أولاً – البرعة في الغة :
التبرع في اللغة مأخوذ من برع الرجل وبُرعَ بالضم أيضا براعة، أي: فاق أصحابه في العلم وغيره فهو بارع، ويقال بَرَعَ الفَنانُ : أي تميز وتفوق في مجاله وفاق نظراءه ، وفعلت كذا متبرعا أي متطوعا، وبرع : تعني كل شيء تناهى في جمال أو نضارة ، وإما أنه براعة، أي إذا فاق الرجل أصحابه في أداء هذا الفن، وهو أداء يحتاج إلى حنكة وبراعة في أدائه ( 1 ) ، وفي إطار إيجاد العلاقة بين فن البرعة وبين لفظ تبرع، يقول الباحث محمد مستهيل الشحري : ” وجدنا أن الشخص الذي يرغب في أداء البرعة، كان يعطي رئيس الفرقة الغنائية مبلغا من المال، أو هدية عينية من الأرز أو القمح أو الذرة، من أجل السماح له برقص البرعة، وهذه الهدية أو المبلغ عبارة عن حجز دور للمتبرع، إذ لا يسمح للجميع بالرقص، وكان مقتصرا على عدد من الراقصين المعروفين، نظرا لصعوبة الأداء وإتقان القواعد الحركية لهذا الرقص، ومن هنا يحمل هذا الفن أحد معاني التبرع “( 2 ) .
ثانياً – أماكن انتشار البرعة :
تمارس البرعة في محافظة ظفار جنوب سلطنة عُمان ، ولفنون عمان التقليدية في محافظة ظفار مذاق خاص، ومنها انتشرت على امتداد المدن الساحلية باتجاه محافظة جنوب الشرقية مثل صور، وجعلان، والأشخرة، ويرجح الباحث الشحري “أنه من المحتمل أن يكون الاتصال البحري بين مدن محافظة جنوب الشرقية، ومدن محافظة ظفار الساحلية (صلالة، ومرباط، وطاقة) هو العامل المساعد على انتشار هذا النمط وتغلغله الى محافظة جنوب الشرقية ، إذ يقتصر أداء هذا النمط في البيئة الساحلية لمحافظة ظفار، ولا يجد له حضورا في المناطق الجبلية من المحافظة حيث تسود أنماط موسيقية وفنون أخرى مثل (النانا، والدبرارت))”. 3 )
ثالثاً – المناسبات التي يؤدى فيها البرعة :
يقام فن البرعة في المناسبات الاجتماعية (الزواج، الاعياد ، والختان ) ، كما يقام في المناسبات الوطنية (مهرجانات الأعياد الوطنية، والمهرجانات السياحية والثقافية )، ويقام أيضا للتسلية ولإضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور ، وبما أن البرعة هي فن مرح الشباب فبالتالي هي أيضا تؤدى في كل مناسبة يجتمع فيها الشاب للسمر ( 4 ) .
رابعاً – كيفية أداء فن البرعة:
من المتعارف عليه أن البرعة يؤديها اثنان من الرجال في المناسبات الاجتماعية، أما في المهرجانات فالمجال مفتوح امام أعداد كبيرة من المشاركين، بشرط أن تكون الأعداد زوجية ( قد تصل من عشرة أشخاص إلى ثلاثين شخصا ) ، وتكون المساحة التي تؤدى فيها البرعة عادة على شكل مربع أو مستطيل، لكي تسمح بحرية حركة المؤدين أمام الفرقة الغنائية ، وقبل أن يبدأ أداء فن البرعة يجلس الراقصان على رؤوس أصابعهما أمام الفرقة ويلتقطان الخناجر التي توضع عادة على الأرض عند المغني ، وعند دق الطبل وعلى صوت الغناء والتصفيق بالأيدي ، يقفان، ويمسك كل مؤد بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظا على سلامة المؤدي، حينما يرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها، بينما تمسك أصابع اليد اليسرى بوسط (الدشداشة) مع لفها، حتى يصبح زي المؤدي متناسقا وأنيقا، للحفاظ على المظهر الحسن أمام المشاهدين الذين يحكمون على أداء الراقص ويسمون (النُقاد) . ( 5 )
يرفع الراقصان مقدمة قدميهما وينزلانها، تبعا لصوت الطبل، حتى يضبطا حركتهما، وينسجما مع الطرب، ثم يرجعان للخلف، ثم يتقدمان، ثم يرجعان، ثم يتقدمان، وحينما يبدأ صوت المرددين (الكورس) للأغنية بعد المطرب، يلف المؤديان في حركة دائرية على اليسار ثلاث لفات، ولا يجوز أن يلف المؤديان في وسط الساحة أو في بدايتها عند المطرب وأعضاء الفرقة ، كما أن خطوات الراقصين غير معقدة، وإنما يتطلب التناغم مع المؤدين الآخرين والموسيقى بمهارة عالية، وتشترك النساء فقط مع مجموعة الرديدة ( الكورس ).
وتنتهي جولة البرعة بنهاية الأغنية في لحظة واحدة بحيث يركع الراقصان معا مقابل الفرقة الموسيقية المصاحبة بعد دوران كل منهما حول نفسه دورة كاملة ، وتؤثر حركة (المتبرعين )على المغني إيجابا أو سلبا، فينسجم مع براعتهم في الأداء وتستمر البرعة إثنين إثنين في كل جولة غنائيه وكان مؤدي الرقص في الماضي يقوم بحجز أغنية يطرب لها وينسجم معها من رئيس الفرقة، ويضطر الى دفع مبلغ مالي مقابل ذلك، ولا يؤدي الراقص للبرعة إلا بوجود صديقه الذي يعرف حركات صاحبه مع الطبل، وحركة دورانه ورفع الخنجر ووضع المصر أو الكمة فوق الرأس . ( 6 )
خامساً – العادات والتقاليد المرتبطة بفن البرعة :
تنظم البرعة وفق عادات وتقاليد متعارف عليها عند عقداء ( رؤساء ) الفرق الشعبية الأهلية من حيث وقت ومكان إقامتها والدعوة إليها ومراحلها المختلفة ، وذلك من خلال إقامة الحفلات في المناسبات المختلفة ، أو بالتدريب المباشر للفرق التي تنشأ للممارسة هذا الفن ، وهناك أصول متعارف عليها عند عملية الانتقال إلى الأعضاء الآخرين في الجماعه ، وتنتقل البرعة جيلا بعد جيل عن طريق الممارسة الفعلية والمشاركة في الأداء الغنائي والحركي من قبل الشباب والأطفال مع من سبقوهم في ممارسة هذا الفن ومعرفة تفاصيله ( 7 )، ومن العادات والتقاليد التي يحرص عليها مؤديا رقصة البرعة هي أن يلبسا الخنجر العُماني ( 8 ) ، وكذلك الدشداشة العمانية ، إذ لا يصلح اداء البرعة الا بلبس الدشداشة والمصر أو الكمة ( 9 ) ، وهي من الضرورات التي يحرص كل مؤد عليها قبل النزول الى ساحة الرقص ، ومن العادات القديمة في اثناء الرقص يقوم احد الحضور برمي النقود من فوق الراقصين ويسمى محليا (الطرح) وتكون هذه النقود للفرقة (الطبالين) ( 10 )، ولكل قبيلة شكل البرعة المميزة الخاصة بها، والتي تختلف عما تؤديه القبائل الأخرى بإيقاع البرعة والخطوات الراقصة المنفذّة ” ،وقديما كان الأعيان يرقصون إلى جانب العامة من السكان، ويجسد هذا التقليد روح الفروسية، والقوة، والشجاعة، ونوع من إكرام الضيف التي تشتهر بها محافظة ظفار (11) .
سادساً – الآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة :
تتكون الفرقة التي تؤدي فن “البرعة” من عازف على “القصبة” واثنان – أو أكثر – من ضاربي الطبل المرواس ( 12 ) وهو الطبل الصغير واثنان – أو أكثر – من ضاربي طبل المهجر وهو الطبل الكبير وضارب واحد على الدف الصغير ذي الجلاجل. وقد طرأت مؤخرا على البرعة بعض التغيرات مثل إدخال الآلات الوترية في الغناء ( 13) ، ومن الذين أدخلوا العود في البرعة ( والذي يطلق عليه محليا القبوس ) ، الفنان محمد حبريش، والاخوان صالح وسعيد ابنا فرج الغساني، وهناك بعض الشعراء المشهورين بأداء البرعة دون مصاحبة آلات وترية منهم المرحوم جمعان ديوان ( 14 ).
سابعاً – اشهر شعراء ومغني البرعة في عُمان :
من الذين اشتهروا بغنى البرعة هم : الفنان محمد حبريش، والاخوان صالح وسعيد ابنا فرج الغساني، والشاعر المرحوم جمعان ديوان ، والشاعر سعد بن رجب المغني ، والشاعر احمد بن سالم العبري ، والشاعر منير بن فرحان بيت كليب ، كذلك الشاعر والمغني عوض بن عاشور بن جمعان القعيطي ( 15 ) ، المعروف بالفنان عوض القعيطي (وقد كرم في مهرجان فرق الفنون الشعبية الثاني 2012م الذي اقامته وزارة التراث والثقافة في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ). والفنان عمر جبران وغيرهم، بالإضافة إلى عقداء ورؤساء وأعضاء فرق الفنون الشعبية الأهلية في محافظة ظفار ( 16 ) ، فالعديد من الشعراء المغنين كانوا يمدحون السلاطين والشيوخ وشخصيات اجتماعية كثيرة ، والهدف من هذا قد لا يكون بالضرورة الكسب المادي، وهذا المديح كان محببا للناس، والفرق التقليدي الموسيقية القديمة تتوارث المهنة منذ سنوات طويلة وتعرف بتسميات محلية اشهرها يطلق اصطلاح فرقة على اسر ، اشهرها : بيت توفيق في مدينة صلالة ، وبيت بن شمسة في مدينة مرباط ( 17 ) .
ثامناً – نماذج من أشعار فن البرعة :
من القصائد التي لاقت رواجا وانتشارا على المستوى المحلي في محافظة ظفار قصيدته ” خمسين روبية ” التي يقول فيها المرحوم جمعان ديوان :
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب
يا الله طلبتك راجين العافية … يا عظيم الشأن وأنته تنطلب
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب
وبشتري لي من الزوالي الغالية … وبأخذ بها موتر والتاير ذهب
وباخ ذبها خنجر جديد غاوية … وباخ ذبها بندوق من عز السلب
وببني لي بيت حلوة ناهية … وبخرّج الصدقات في أول رجب
وبفتح بها معيان وبخدم ساقية … وبزرع لي باغ وأشجاره عنب
وبأخذ بها خادم وتحته جارية … إذا ساعد الرحمن والمولى كتب
وباواصل السير للسيوح الخالية … وباخذ بها بكرة للي ما ترتكب
وألين بها أهل القلوب القاسية … وأمشي بهادُ غري ولا قلبي رهب
وأقلب بها المرّة تقع لي حالية … كذا يفعل الدرهم إذا قلتوا كذب
وأقطع بها أهل الرقاب العاصية … وأنهب بها الشجعان لي ما تنتهب
وأسكن الدنيا تقع لي هادية … القرش هو يفعل ويطلّع
نسب هي أصلها خمسين ما وصلت مية … يتعجبون الناس لله العجب
هذا فعال القرش وبيتي التالية … وختمتها بك يا شفيعاً للعرب
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب ( 18 )
أما الشاعر المغني محمد بن العيدروس ، فيقول عنه الكثيري :”قليل هي الأخبار التي وصلتنا عن الشعراء المغنين القدماء في ظفار، وكان أشهر من ذكره الرواة هو المرحوم محمد بن العيدروس بيت حفيظ ، المعروف بأبوسلاسل (كان الرجل شاعرا ومغنيا وناقشا للقبوس أي : عازف على العود القديم بالتعبير القديم.
تاسعاً – الجهود الحكومية والأهلية تسعى للحفاظ على فن البرعة :
1) البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية:
تمثل البرعة أحد عناصر التراث الثقافي العُماني غير المادي ، فقد أثمرت الجهود الحثيثة التي بذلتها السلطنة من اجل توثيق تراثها غير المادي في القائمة العالمية ( 20 )، فجاء إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فن البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية ( 21 )، وذلك في شهر نوفمبر من عام 2010م .
2) الإصدارات التي وثقت فن البرعة :
لقد أولت الحكومة العُمانية مجهوداً كبيراً في نشر وتوثيق الموروث الموسيقي العماني ونقله إلى الاجيال اللاحقة ، بحيث تسعى إلى نشر إصداراتها وتوفيرها للباحثين في الثقافة الشعبية العُمانية ، هذه الإصدارات تناولت عدة جوانب من المأثورات العمانية ، كما إنها تعد وثيقة هامة لتوثيق الموروثات الشعبية العمانية ، وفيما يخص فن البرعة قامت الحكومة بالإصدارات التالية :
- إصدار كتاب يوثق هذا الفن ، وذلك بمناسبة إدراجه في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية ، وقد صدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، واحتوى على صور لفن البرعة ،وتعريفها وأماكن انتشارها ، وطريقة أدائها ، والآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة ، وميزة الكتاب أنه اعتمد بشكل كبير على المقابلات الشخصية مع الممارسين لهذا الفن بالإضافة للصور .
- قرص مدمج Cd (مسموع) يحتوي على عدد أربع من الفنون الشعبية العمانية الشهيرة، والتي أدرج أغلبها في قائمة اليونيسكو وسجلت باسم السلطنة، وعلى رأسها تأتي البرعة ( 22 )
- وفي إطار ذات الجهود، فقد قامت وزارة التراث والثقافة، بتوثيق أكثر من (200) فن من الفنون الشعبية العمانية الشهيرة. وبصدد تدشين تطبيق على الهواتف الذكية عن طريق احدى الشركات المتخصصة في هذا الجانب، وليكون متاحاً للراغبين في الاستماع إليها عبر أجهزة الهواتف النقالة.
3) حلقات الفنون الشعبية العمانية:
نظمت وزارة التراث والثقافة سلسلة ندوات للفنون الشعبية للفنون العُمانية المدرجة في القائمة العالمية للتراث غير المادي للإنسانية (البرعة والعازي والتغرود). وبالنسبة لفن البرعة فقد اقيمت حلقة متخصصة لهذا الفن في ولاية صلالة بمحافظة ظفار ، حيث تضمنت الحلقة تقديم أوراق عمل من قبل المتخصصين في فن البرعة، هذه الأوراق تناولت مختلف الجوانب المتعلقة بالفن من حيث طريقة الأداء والحركات المصاحبة للفن بجانب الشعر وأسلوب الإلقاء والمناسبات التي تمارس فيها البرعة ، كما دار النقاش حول التجديد الذي طرا على هذه الفن والمخاطر التي يحيط به من كل الجوانب سواء ما يتعلق بالممارسة أو بالممارسين من حملة هذا الفن، وكان تجاوب رؤساء وأعضاء فرق الفنون الشعبية وممارسي البرعة كبيراً ، وقد استشعروا المسؤولية الملقاة على عاتق ممارسي هذا الفن ، كونهم حجر الزاوية في الحفاظ على هذه الفنون من الاندثار .
4) المهرجانات الشعبية التي تقيمها الحكومة بالتعاون مع فرق الفنون الشعبية العمانية:
تعتبر المهرجانات الشعبية التي تنظمها الجهات الحكومية المعنية والتي تقام في مختلف محافظات وولايات السلطنة المختلفة فرصة كبيره لربط الأجيال بتراثها الشعبي ، فالسلطنة على امتداد مناطقها وتباعدها تزخر بالعديد من الفنون الشعبية المغناة والمنشودة ، وتعتبر بمثابة المدرسة التي تتعلم فيها الأجيال على أصول تأدية هذه الفنون وتذكيرا لها لما كان لهذه الفنون من دور كبير في الماضي والذي ساهم في صنع تاريخ عمان وتبقى مهمة هذا الجيل الحفاظ على هذه الموروثات من الاندثار وتطويرها بما يساعد على استمراريتها وعدم اندثارها.
ومن هذا المنطلق فقد تم إقامة مهرجان فرق الفنون الشعبية في فن البرعة ليكون حاضراً على رأس الفنون التي تنافست بها الفرق الشعبية المشاركة في ذلك المهرجان. ، حيث حرصت اللجنة على ان يكون اختيارها للفنون التي ستقدم في المهرجان ، متواكبة مع المنجزات الثقافية التي تحققت لهذه الفنون على مختلف المستويات المحلية والدولية ، خاصة وقد شهد فن البرعة اعترافا دوليا بأنه من أهم الفنون الإنسانية بإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو وذلك في شهر نوفمبر المجيد عام 2010م . ( 23)
لا يزال فن البرعة قائما في محافظة ظفار وحاضرا في كثير من المناسبات الاجتماعية والوطنية، ولكنه لا يزال بحاجة إلى إدراجه في المناهج الدراسية وفي المقررات الدراسية في الجامعات والكليات المعنية بالعلوم الانسانية ليتعمق الطلبة فيه أكثر ، وإقامة الندوات حول هذا الفن وغيره من الفنون العمانية حتى تتعرف الاجيال القادمة على المفردات الثقافية العمانية والتي يشاركهم فيها الانسان الآخر على اعتبار ان الفنون أصبحت مدرجة ضمن قائمة التراث الانساني غير المادي.
الهوامش والمصادر:
1- معجم الوسيط ، معنى البراعة ، مكتبة الشروق الدولية ، ط5، ص 51 ،2011م.
2- الشحري ، محمد ، البرعة فن عُماني في قائمة التراث الإنساني، صحيفة القدس العربي ، 15 سبتمبر 2013م
3- الشحري، محمد مستهيل، فن البرعة من مفردات التراث الثقافي غير المادي العُماني ، ص7، وزارة التراث والثقافة ، سلطنة عُمان ، 1431هـ / 2010م .
4- منتدى المهرة ، عراقة وتاريخ ، 28/1/2009م .
5- الشحري، محمد مستهيل ، مرجع سابق ، ص 8 .
6- الشحري، محمد مستهيل ، مرجع سابق ، ص 9 .
7- الصلطي، مبارك بن مسلم ، قوائم الحصر الوطني ،باب الفنون الشعبية ، عنصر البرعة رقم 5 ، رقم الحصر (4.5 )، 23/7/2013 م.
8- تُعد الخناجر العمانية ، أحد الموروثات التراثية العديدة التي يتمتع بها الشعب العماني، وقد أصبحت سمة بارزة وجزءًا أساسيًّا في الزي الوطني العماني في كل موقع ومناسبة.
9- الدشداشة العمانية : بالنسبة للعمانيين تعتبر رمزاً من رموز الهوية الوطنية التي تتفرد بها الشخصية العمانية لأن ارتداءها يعد مصدر فخر واعتزاز توصف هذه الملابس بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة،وهي عبارة عن ثوب طويل (دشداشة) ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع ، و(الكمة) : هي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف جميلة تلبس فوق الرأس.
10- الصلطي ، المرجع السابق .
11- موقع السبلة العمانية الإلكترونية .
12- المرواس : يعتبر المرواس أصغر طبول محافظة ظفار في الحجم ، ولذلك فهو أحدها صوتا . وأهم الفنون التي يستخدم فيها المرواس هو فن البرعة وفن الشرح ويكون ضارب المرواس عنصرا أساسيا في الفرق المؤدية لهذه الفنون، مثل فرقة بن توفيق في صلاله، وفرقة بن شمسه في مرباط.
13- العود : يعتبر العود أهم آلة موسيقية عربية، لذلك سمي ” بأمير الآلات ” وذلك لسهولة استخدامه واستخدام العود في الموسيقى التقليدية العمانية يعتبر قليلا.
14- الشيدي، جمعة بن خميس ، أنماط المأثور الموسيقي العماني دراسة توثيقية وصفية ، مركز عمان للموسيقى التقليدية ، وزارة الإعلام . 1429هـ – 2008 م .
15- ولد في عام 1939م بمدينة صلالة ، كتب الكثير من الأغاني وتغنى بها واشتهر كثيرا بفن البرعة وتميز بهذا اللون من الغناء وله الكثير من الأشرطة الغنائية وشارك في عدة مهرجانات واحتفالات محلية ، توفي في شهر إبريل من عام 2008م.
16- الصلطي ، المرجع السابق .
17- الكثيري ،مسلم بن أحمد، أداء بعض أنماط الموسيقى التقليدية العمانية، مجلة نزوى .
18- الشحري ، مرجع سابق ، ص9 .
19- الكثيري ،المرجع سابق .
20- تعتبر السلطنة بذلك من أوائل دول العالم التي سنت التشريعات والقوانين لحماية التراث الثقافي غير المادي، وتأتي في مقدمة الدول المنظمة إلى الاتفاقية العالمية لحماية وصون التراث غير المادي.
21- فن البرعة : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة الخامسة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في نيروبي – كينيا في شهر نوفمبر عام 2010م ، وهو الملف العربي الوحيد الذي تم تسجيله منفردا .
22- من الفنون الشعبية العُماني ، ( البرعة – التغرود – العازي – العيالة ) ، وزارة التراث والثقافة ، سلطنة عُمان ، 2013م .
- فن العازي : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة السابعة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في مقر “اليونسكو”– باريس في شهر ديسمبر عام 2012م ، والملف تم تسجيله منفردا. وكانت السلطنة والمملكة المغربية من الدول العربية التي تقدمت بملفات منفردة للترشح ضمن 16 دولة عالمية.
- فن التغرود : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة السابعة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في مقر “اليونسكو”– باريس في شهر ديسمبر عام 2012م ، وهو ملف مشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .
- العيالة : نمطٌ موسيقي تقليدي يُمارسه الرجال بصفة خاصة في الساحات العامة وأمام القلاع والحصون. يقف المُشاركون في صفين متقابلين تتبادل أداء مزامل، وهي النصوص الشعرية المتوارثة أو المرتجلة ، حيث يتولى الدور شاعر فيلقن الصفوف كلماته ولحنه. يُمارس هذا الفن في مناسبات الأعراس والختان والأعياد الدينية والوطنية، ويقام في بعض الأحيان للتسلية والترويح .
23- في هذا المهرجان تنافست ثلاث فنون من مختلف المحافظات وهي: فن البرعة ،وفن العيالة ،وفن الميدان.
فهد بن محمود الرحبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق