الثلاثاء، 29 مارس 2016
جبال سلطنة عمان
تـتميـز جغـرافية عمان بوجود سلسلة جبال الحجر التي تمتد من منطقة رؤوس الجبال في رأس مسندم (حيث يقع مضيق هرمز بوابة الخليج العربي ) إلى رأس الحد أقصى امتداد للجزيرة العربية من جنوبها الشرقي المطل على المحيط الهندي، وذلك على شكل قوس كبير يتجه من الشمال الشرقي للسلطنة إلى جنوبها الغربي، ويصل أقصى ارتفاع له 3000 متر في منطقة الجبل الأخضر.
وفي محافظة مسندم ترتفع الجبال إلى 1800 متر فوق سطح البحر، ويطلق البعض على رأس مسندم لقب النرويج الاستوائية لكثرة الأزقة البحرية التي تكتنفها الصخور والمداخل الملتوية، ويقع مضيق هرمز بين الساحلين العماني والايراني لكن الجزء الصالح منه للملاحة يقع في الجانب العماني. ومن أهم مدن محافظة مسندم خصب ومدحا ودبا وبخا. ويشبه العمانيون هذه السلسلة من الجبال بالعمود الفقري للإنسان فيسمون المنطقة التي تقع على بحرعمان بالباطنة ، والمنطقة التي تقع إلى الغرب من المرتفعات بالظاهرة، فالباطنة هي الشاطئ الساحلي الذي شكلته الوديان الهابطة من الجبال ويتراوح اتساعه ما بين 15 و80 كيلومترا، كما يتجاوز طوله 300 كيلومتر، وهي المنطقة الزراعية الرئيسية في البلاد، حيت البساتين التي ترويها المياه الجوفية وهي تمتد شمالا من مسقط حتى الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا فهي أكثر مناطق السلطنة ازدحاما بالسكان وتقع فيها عدد من المدن مثل بركاء والمصنعة والسويق والخابورة وصحم وصحار وشناص وغيرها من ولايات منطقة الباطنة.أما منطقة الظاهرة فتقع على الجانب الآخر من الجبال وهي أيضا سهول تكونت من طمي الوديان تمتد غربا حتى تتلاشى في الصحراء.
وهناك عدة وديان تقطع هذه السلسلة من الجبال أكبرها وادي سمائل الذي يصل بين مدينة مسقط على الساحل وبين ولايتي ازكي ونزوى في الداخل ، لهذا يطلق العمانيون على المنطقة التي تقع فيها سلسلة الجبال إلى الغرب من ذلك الوادي منطقة الحجر الغربي، وفيها تقع منطقة الجبل الأخضر وولايات الرستاق ونخل والعوابي وغيرها
وفي محافظة مسندم ترتفع الجبال إلى 1800 متر فوق سطح البحر، ويطلق البعض على رأس مسندم لقب النرويج الاستوائية لكثرة الأزقة البحرية التي تكتنفها الصخور والمداخل الملتوية، ويقع مضيق هرمز بين الساحلين العماني والايراني لكن الجزء الصالح منه للملاحة يقع في الجانب العماني. ومن أهم مدن محافظة مسندم خصب ومدحا ودبا وبخا. ويشبه العمانيون هذه السلسلة من الجبال بالعمود الفقري للإنسان فيسمون المنطقة التي تقع على بحرعمان بالباطنة ، والمنطقة التي تقع إلى الغرب من المرتفعات بالظاهرة، فالباطنة هي الشاطئ الساحلي الذي شكلته الوديان الهابطة من الجبال ويتراوح اتساعه ما بين 15 و80 كيلومترا، كما يتجاوز طوله 300 كيلومتر، وهي المنطقة الزراعية الرئيسية في البلاد، حيت البساتين التي ترويها المياه الجوفية وهي تمتد شمالا من مسقط حتى الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا فهي أكثر مناطق السلطنة ازدحاما بالسكان وتقع فيها عدد من المدن مثل بركاء والمصنعة والسويق والخابورة وصحم وصحار وشناص وغيرها من ولايات منطقة الباطنة.أما منطقة الظاهرة فتقع على الجانب الآخر من الجبال وهي أيضا سهول تكونت من طمي الوديان تمتد غربا حتى تتلاشى في الصحراء.
وهناك عدة وديان تقطع هذه السلسلة من الجبال أكبرها وادي سمائل الذي يصل بين مدينة مسقط على الساحل وبين ولايتي ازكي ونزوى في الداخل ، لهذا يطلق العمانيون على المنطقة التي تقع فيها سلسلة الجبال إلى الغرب من ذلك الوادي منطقة الحجر الغربي، وفيها تقع منطقة الجبل الأخضر وولايات الرستاق ونخل والعوابي وغيرها
والمنطقة التي تقع فيها سلسلة الجبال إلى الشرق من وادي سمائل تسمى منطقة الحجر الشرقي، وفيها تقع ولايتا سمائل وبدبد وغيرهما. وأعلى منطقة في جبال الحجر هي (جبل شمس) في المنطقة الداخلية إذ يبلغ ارتفاعه 3 آلاف متر فوق سطح البحر. يضيق الساحل العماني عند مرتفعات القرم بمسقط ليصبح الشاطئ صخريا مليئا بالجيوب المائية، كما هو الحال في رأس جنوب مسقط حتى رأس الحد . ومن (رأس الحد)إلى (فيلم)على الشاطئ في خليج مصيرة بالمنطقة الشرقية تمتد رمال الشرقية بطول حوالي مائة وستين كيلومترا وعرض حوالي ثمانية كيلومترا وإلى الجنوب الغربي من جزيرة مصيرة تقع مساحة شاسعة من الاراضي المستوية الحجرية تعرف باسم (جدة الحراسيس)
ولاية نزوى:
تقع في المنطقة الداخلية من سلطنة عمان وتعتبر المركز الإقليمي للمنطقة وتبعد عن مدينة مسقط العاصمة بنحو 164 كيلومترا. كانت نزوى عاصمة لعمان في عصور الإسلام الأولى وعرفت بنشاطها الفكري وبالأجيال المتعاقبة من العلماء والفقهاء والمؤرخين العمانيين ولهذه أطلق عليها اسم "بيضة الإسلام"
قلعة نزوى: تقع في ولاية نزوى في المنطقة الداخلية وتعتبر ضمن أقدم القلاع في سلطنة عمان حيث تنفرد بشكلها الدائري الضخم المطمور بالتراب،
ولاية أدم:
ولاية من ولايات المنطقة الداخلية , تجاورها شمالاً ولايتا منح وبهلا ، ومن جهة الجنوب ولايتا محوت وهيما التابعتين للمنطقة الوسطى ، ومن الجنوب الغربي ولاية عبري التابعة لمنطقة الظاهرة ومن الشرق ولاية المضيبي ، التابعة للمنطقة الشرقية
ولاية إزكي:
تعتبر من أقدم المدن العمانية ، وتقع بالمنطقة الداخلية ، أسسها مالك بن فهم قبل الإسلام عندما دخل عمان ليحررها من الفرس فكانت محطته الأولى قبل المواجهة العظيمة مع الفرس في موقعة سلوت بداخلية عمان
كانت تسمى قبل دخول أهلها الإسلام بـ " جرنان " نسبة إلى كهف جرنان ، وتتناقل الاجيال جيل بعد جيل الاساطير حول ذلك الكهف ، ومن الاساطير الأكثر تداولا بأن أهل ازكي كانوا يعبدون صنما على هيئة عجل يدعى " جرنان " وكان مصنوعا من الذهب والحلي والمجوهرات النفيسة ، وعند دخول اهل ازكي الإسلام تم اخفاء العجل داخل كهف تحت قرية النزار وتم حراسة هذا العجل بالتعاويذ السحرية ومنذ ذلك اليوم لم يرى أحد العجل ومن يومها تغير اسم الولاية إلى " إزكي " وذلك لانهم زكوا أنفسهم بخدولهم إلى الإسلام .
ولاية الحمراء:
تقع في شمال غرب الجبل الأخضر ، تجاورها ولاية عبري من جهة الغرب ونزوى شرقاً والرستاق شمالاً وولاية بهلا إلى الجنوب . عدد سكانها حوالي 15 ألف و390 نسمة ، يعيشون في 25 قرية أشهرها مسفاة العبريين و القلعة و العارض .
وفي ولاية الحمراء تشتهر مسفاة العبريين بجمالها الطبيعي الرائع ، حيث المدرجات الجبلية الزراعية وجبل شمس بإرتفاعه الشاهق الذي يصل إلى حوالي 12 ألف قدم ، حتى قيل بأن تسميته ترجع إلى كونه أول بقعه مرتفعه تستقبل أشعة الشمس الصباحية وآخر ما تغيب عنها في المساء .
وتضم ولاية الحمراء عدداً من المعالم الأثرية الهامة التي تؤكد عراقتها التاريخية ، أهمها : حصاة بن صلط ، تلك الصخرة المحفور عليها كتابات ونقوش قديمة تشير إلى عصور غابرة .
وقلعة "روغان" في بلدة المسفاة والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى ما قبل الإسلام ، وهي القلعة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي من الناحية العسكرية
ولاية سمائل:
ولاية عمانية ومن ولايات المنطقة الداخلية . تحيطها سلسلة من الجبال الشاهقة ، ويلعب واديها المعروف دوراً كبيراً في إنقسام جبال الحجر إلى سلسلتين أولهما : سلسلة جبال الحجر الغربي وعند قمتها الجبل الأخضر ، وثانيهما : سلسلة جبال الحجر الشرقي وفي قمتها جبل سمان .
عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة ، ينتشروف في 55 قرية وبلدة ، وتشتهر سمائل تاريخياً بانها أول البلدان العربية التي يدخلها الإسلام الحنيف ، على يد حامل مشعله الصحابي مازن بن غضوبة ، وتقول رواية تاريخية إن مسجداً في سمائل "معروف بإجابة الدعاء فيه " وهو مسجد مازن بن غضوبة الذي يعرف بإسم " مسجد المضمار " وقد أسسه الصحابي في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة .
وتعتبر سمائل موطناً لعدد كبير من الأئمة والعلماء والفقهاء الذين لعبوا دوراً بارزاً في بناء الحضارة الإسلامية وخدمة العقيدة السمحاء على مر العصور .
ولاية بهلاء:
واحة بهلا ، هي إحدى واحات المنطقة الداخلية التي تتميز بأفلاجها وكثافة نخيلها ، وهي مزيج من عناصر بيئية عديدة هيأت للإنسان العماني الظروف الملائمة لممارسة نشاطه بها ، وهي واحة نخيل مسورة ومحصنة بسور دفاعي تتكون من عدد من الحارات ولكل من هذه الحارات أيضا مداخل خاصة بها تتحكم بالدخول والخروج منها ، وتوجد داخل الواحة حوالي ( 18 ) حارة ونتيجة للتطورات المتلاحقة فقد تأثر عدد من تلك الحارات
تبرز القلعة والجامع القديم في ارتفاع تلة وسط الواحة المسورة فيما يقع سوق بهلا القديم إلى الغرب من القلعة مباشرةً ، وتتوزع مصانع الفخار في الأجزاء الشمالية من الواحة.
كانت قلعة بهلا أول موقع بسلطنة عمان يضم لقائمة التراث العالمي في عام 1987م وشمل ذلك واحة بهلا بأكملها أي كل ما أحاط به سور بهلا وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية وتحتوي واحة بهلا على العديد من العناصر منها قلعة بهلا والمسجد الجامع والسور ومدارس القرأن الكريم والمساجد القديمة والأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عمان بل ان لها طرازا خاصا من الفخارعرف لدى علماء الأثار بطراز بهلا، وصناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس
ولاية بدبد:
ولاية بدبد هي أول ولايات المنطقة الداخلية من جهة محافظة مسقط ، حيث تبعد عنها بحوالي 80 كيلومترا ، تجاورها ولاية سمائل ولاية دماء والطائيين التابعة للمنطقة الشرقية .
عدد السكان : ـ حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الذي جرى في عام 1993م فقد بلغ تعداد سكان ولاية بدبد ( 18026 ) نسمة ، يتوزعون حوالي 83 قرية .
ويقدر عدد الأبراج في مختلف أنحاء الولاية بحوالي 40 برجاً ، أشهرها برج "فنجاء" وأبراج "المنشيرة" وقلعة "نقصي" ومعالمها السياحية "عين قعيد" ومناطق سياحية أخرى في كل من "نقصي وهندروت" . كما يوجد بها عدد من الأفلاج أهمها فلج "الرحى" وأفلاج "الحماميات" بفنجاء .
وتتميز ولاية بدبد ببعض الحرف والصناعات والفنون التقليدية ، فمن الحرف : الرعي – الزراعة – التجارة – ومن الصناعات النسيج – الفخار – صناعة الحصر التي تتميز بها الولاية . ومن الفنون التقليدية : العازي – الرزحة – فن اللال .
ولاية منح:
هي إحدى ولايات المنطقة الداخلية بسلطنة عمان، والتي تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 180كيلومتر عند بداية طريق (نزوى – صلالة ) تحدها من الشمال الغربي ولايتي نزوى و بهلاء ومن الجنوب ولاية أدم ومن الشرق ولاية إزكي.
سميت منح بهذا الاسم حسبما ورد في معاجم اللغة كجمع لكلمة (منحه) أي الهبة والعطاء، فهي بهذا تصرح عن مكنونها من الخيرات والمحاصيل الزراعية ؛ وسميت أيضا بآم الفقير لما تهبه للفقراء من الخير والرزق.
يبلغ عدد سكان الولاية 10618 نسمه ، يتوزعون على قراها المتعددة وهي معمد، البلاد، الفيقين، المعرى، المحيول، أبو نخيلة، عز، متان.
من المعالم الأثرية المهمة في الولاية قلعة "الفيقين" وقلعة "البلاد" وقلعة أخرى في بلدة "معمد"، وحصن قديم في بلدة "المعرى". إضافة إلى الجامع القديم الذي تم بناؤه في زمن الإمام عمر بن الخطاب الخروصي، وكذلك مسجد "الشراة" وجميعها جرى ترميمها خلال سنوات النهضة العمانية الحديثة التي يقودها جلالة السلطان قابوس المعظم. وتتعدد المعالم السياحية في الولاية حيث يوجد كهف متسع في حارة البلاد القديمة التي يحيط بها السور القديم، ويقال بأن هذا الكهف كان مستخدما في زمن الحروب "كملجأ" يختبئ داخله النساء والأطفال. كما أن هناك سردابا في أحد البيوت القديمة ببلدة "الفيقين"، وآثارا قديمة في جبل "بو صروج" عبارة عن منازل لحلل تجارية مبنية بالحجارة، وعلى مقربة منها-إلى جهة الجنوب-صخرة مكتوب عليها من إبراهيم "خليل الله" ما نصه: "التقينا في هذا المكان سبعون فارسا لا هم من منح ولا هم من نزوى". وفي مسجد "عز القديم" توجد صخرة بها "أثر لقدم إنسان" ولذلك قصة، حيث يقال بأن "أحدهم أخذها من مكانها على راحلته حتى انتهى إلى مكان في الجنوب إذ نزل ليستريح وكان ذلك في الليل وحين أصبح لم يجد الصخرة. وعندما بحث عنها وجدها في مكانها الذي أخذها منه"، ويقدرون وزن تلك الصخرة بخمسين رطلا، ولا تزال موجودة في موقعها حتى الآن. وفي ولاية "منح" أيضا عينان للمياه. إحداهما عين البلاد، والأخرى عين المائية. كما يقدر عدد الأفلاج بأكثر من 13 فلجا اشهرها فلج مالك المندثر.
تقع في المنطقة الداخلية من سلطنة عمان وتعتبر المركز الإقليمي للمنطقة وتبعد عن مدينة مسقط العاصمة بنحو 164 كيلومترا. كانت نزوى عاصمة لعمان في عصور الإسلام الأولى وعرفت بنشاطها الفكري وبالأجيال المتعاقبة من العلماء والفقهاء والمؤرخين العمانيين ولهذه أطلق عليها اسم "بيضة الإسلام"
قلعة نزوى: تقع في ولاية نزوى في المنطقة الداخلية وتعتبر ضمن أقدم القلاع في سلطنة عمان حيث تنفرد بشكلها الدائري الضخم المطمور بالتراب،
ولاية أدم:
ولاية من ولايات المنطقة الداخلية , تجاورها شمالاً ولايتا منح وبهلا ، ومن جهة الجنوب ولايتا محوت وهيما التابعتين للمنطقة الوسطى ، ومن الجنوب الغربي ولاية عبري التابعة لمنطقة الظاهرة ومن الشرق ولاية المضيبي ، التابعة للمنطقة الشرقية
ولاية إزكي:
تعتبر من أقدم المدن العمانية ، وتقع بالمنطقة الداخلية ، أسسها مالك بن فهم قبل الإسلام عندما دخل عمان ليحررها من الفرس فكانت محطته الأولى قبل المواجهة العظيمة مع الفرس في موقعة سلوت بداخلية عمان
كانت تسمى قبل دخول أهلها الإسلام بـ " جرنان " نسبة إلى كهف جرنان ، وتتناقل الاجيال جيل بعد جيل الاساطير حول ذلك الكهف ، ومن الاساطير الأكثر تداولا بأن أهل ازكي كانوا يعبدون صنما على هيئة عجل يدعى " جرنان " وكان مصنوعا من الذهب والحلي والمجوهرات النفيسة ، وعند دخول اهل ازكي الإسلام تم اخفاء العجل داخل كهف تحت قرية النزار وتم حراسة هذا العجل بالتعاويذ السحرية ومنذ ذلك اليوم لم يرى أحد العجل ومن يومها تغير اسم الولاية إلى " إزكي " وذلك لانهم زكوا أنفسهم بخدولهم إلى الإسلام .
ولاية الحمراء:
تقع في شمال غرب الجبل الأخضر ، تجاورها ولاية عبري من جهة الغرب ونزوى شرقاً والرستاق شمالاً وولاية بهلا إلى الجنوب . عدد سكانها حوالي 15 ألف و390 نسمة ، يعيشون في 25 قرية أشهرها مسفاة العبريين و القلعة و العارض .
وفي ولاية الحمراء تشتهر مسفاة العبريين بجمالها الطبيعي الرائع ، حيث المدرجات الجبلية الزراعية وجبل شمس بإرتفاعه الشاهق الذي يصل إلى حوالي 12 ألف قدم ، حتى قيل بأن تسميته ترجع إلى كونه أول بقعه مرتفعه تستقبل أشعة الشمس الصباحية وآخر ما تغيب عنها في المساء .
وتضم ولاية الحمراء عدداً من المعالم الأثرية الهامة التي تؤكد عراقتها التاريخية ، أهمها : حصاة بن صلط ، تلك الصخرة المحفور عليها كتابات ونقوش قديمة تشير إلى عصور غابرة .
وقلعة "روغان" في بلدة المسفاة والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى ما قبل الإسلام ، وهي القلعة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي من الناحية العسكرية
ولاية سمائل:
ولاية عمانية ومن ولايات المنطقة الداخلية . تحيطها سلسلة من الجبال الشاهقة ، ويلعب واديها المعروف دوراً كبيراً في إنقسام جبال الحجر إلى سلسلتين أولهما : سلسلة جبال الحجر الغربي وعند قمتها الجبل الأخضر ، وثانيهما : سلسلة جبال الحجر الشرقي وفي قمتها جبل سمان .
عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة ، ينتشروف في 55 قرية وبلدة ، وتشتهر سمائل تاريخياً بانها أول البلدان العربية التي يدخلها الإسلام الحنيف ، على يد حامل مشعله الصحابي مازن بن غضوبة ، وتقول رواية تاريخية إن مسجداً في سمائل "معروف بإجابة الدعاء فيه " وهو مسجد مازن بن غضوبة الذي يعرف بإسم " مسجد المضمار " وقد أسسه الصحابي في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة .
وتعتبر سمائل موطناً لعدد كبير من الأئمة والعلماء والفقهاء الذين لعبوا دوراً بارزاً في بناء الحضارة الإسلامية وخدمة العقيدة السمحاء على مر العصور .
ولاية بهلاء:
واحة بهلا ، هي إحدى واحات المنطقة الداخلية التي تتميز بأفلاجها وكثافة نخيلها ، وهي مزيج من عناصر بيئية عديدة هيأت للإنسان العماني الظروف الملائمة لممارسة نشاطه بها ، وهي واحة نخيل مسورة ومحصنة بسور دفاعي تتكون من عدد من الحارات ولكل من هذه الحارات أيضا مداخل خاصة بها تتحكم بالدخول والخروج منها ، وتوجد داخل الواحة حوالي ( 18 ) حارة ونتيجة للتطورات المتلاحقة فقد تأثر عدد من تلك الحارات
تبرز القلعة والجامع القديم في ارتفاع تلة وسط الواحة المسورة فيما يقع سوق بهلا القديم إلى الغرب من القلعة مباشرةً ، وتتوزع مصانع الفخار في الأجزاء الشمالية من الواحة.
كانت قلعة بهلا أول موقع بسلطنة عمان يضم لقائمة التراث العالمي في عام 1987م وشمل ذلك واحة بهلا بأكملها أي كل ما أحاط به سور بهلا وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية وتحتوي واحة بهلا على العديد من العناصر منها قلعة بهلا والمسجد الجامع والسور ومدارس القرأن الكريم والمساجد القديمة والأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عمان بل ان لها طرازا خاصا من الفخارعرف لدى علماء الأثار بطراز بهلا، وصناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس
ولاية بدبد:
ولاية بدبد هي أول ولايات المنطقة الداخلية من جهة محافظة مسقط ، حيث تبعد عنها بحوالي 80 كيلومترا ، تجاورها ولاية سمائل ولاية دماء والطائيين التابعة للمنطقة الشرقية .
عدد السكان : ـ حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الذي جرى في عام 1993م فقد بلغ تعداد سكان ولاية بدبد ( 18026 ) نسمة ، يتوزعون حوالي 83 قرية .
ويقدر عدد الأبراج في مختلف أنحاء الولاية بحوالي 40 برجاً ، أشهرها برج "فنجاء" وأبراج "المنشيرة" وقلعة "نقصي" ومعالمها السياحية "عين قعيد" ومناطق سياحية أخرى في كل من "نقصي وهندروت" . كما يوجد بها عدد من الأفلاج أهمها فلج "الرحى" وأفلاج "الحماميات" بفنجاء .
وتتميز ولاية بدبد ببعض الحرف والصناعات والفنون التقليدية ، فمن الحرف : الرعي – الزراعة – التجارة – ومن الصناعات النسيج – الفخار – صناعة الحصر التي تتميز بها الولاية . ومن الفنون التقليدية : العازي – الرزحة – فن اللال .
ولاية منح:
هي إحدى ولايات المنطقة الداخلية بسلطنة عمان، والتي تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 180كيلومتر عند بداية طريق (نزوى – صلالة ) تحدها من الشمال الغربي ولايتي نزوى و بهلاء ومن الجنوب ولاية أدم ومن الشرق ولاية إزكي.
سميت منح بهذا الاسم حسبما ورد في معاجم اللغة كجمع لكلمة (منحه) أي الهبة والعطاء، فهي بهذا تصرح عن مكنونها من الخيرات والمحاصيل الزراعية ؛ وسميت أيضا بآم الفقير لما تهبه للفقراء من الخير والرزق.
يبلغ عدد سكان الولاية 10618 نسمه ، يتوزعون على قراها المتعددة وهي معمد، البلاد، الفيقين، المعرى، المحيول، أبو نخيلة، عز، متان.
من المعالم الأثرية المهمة في الولاية قلعة "الفيقين" وقلعة "البلاد" وقلعة أخرى في بلدة "معمد"، وحصن قديم في بلدة "المعرى". إضافة إلى الجامع القديم الذي تم بناؤه في زمن الإمام عمر بن الخطاب الخروصي، وكذلك مسجد "الشراة" وجميعها جرى ترميمها خلال سنوات النهضة العمانية الحديثة التي يقودها جلالة السلطان قابوس المعظم. وتتعدد المعالم السياحية في الولاية حيث يوجد كهف متسع في حارة البلاد القديمة التي يحيط بها السور القديم، ويقال بأن هذا الكهف كان مستخدما في زمن الحروب "كملجأ" يختبئ داخله النساء والأطفال. كما أن هناك سردابا في أحد البيوت القديمة ببلدة "الفيقين"، وآثارا قديمة في جبل "بو صروج" عبارة عن منازل لحلل تجارية مبنية بالحجارة، وعلى مقربة منها-إلى جهة الجنوب-صخرة مكتوب عليها من إبراهيم "خليل الله" ما نصه: "التقينا في هذا المكان سبعون فارسا لا هم من منح ولا هم من نزوى". وفي مسجد "عز القديم" توجد صخرة بها "أثر لقدم إنسان" ولذلك قصة، حيث يقال بأن "أحدهم أخذها من مكانها على راحلته حتى انتهى إلى مكان في الجنوب إذ نزل ليستريح وكان ذلك في الليل وحين أصبح لم يجد الصخرة. وعندما بحث عنها وجدها في مكانها الذي أخذها منه"، ويقدرون وزن تلك الصخرة بخمسين رطلا، ولا تزال موجودة في موقعها حتى الآن. وفي ولاية "منح" أيضا عينان للمياه. إحداهما عين البلاد، والأخرى عين المائية. كما يقدر عدد الأفلاج بأكثر من 13 فلجا اشهرها فلج مالك المندثر.
تعتبر الألعاب والرياضات التقليدية من الرياضات العريقة والأصيلة لكثير من المجتمعات والشعوب ولها شعبيتها ومحبيها من مختلف الفئات العمرية والهدف من إحياء وتقنين مثل هذه الألعاب هو لغرس المفهوم الجديد لممارسة الرياضة ضمن أكبر شريحة من المجتمع وذلك من خلال تقديمه في إطار مشوق وممتع يتناسب مع ثقافة وموروث الإنسان العماني، فقد تم تقنين سبع رياضات تقليدية عمانية ووضع لها قوانين وأنظمة لممارستها بأسلوب جديد ومن خلال ذلك فقد استطاع القائمون على هذه الرياضات بأن يصلوا بها إلى العالمية حيث تم اختيار السلطنة رئيسا لمجموعة العمل الدولية للألعاب والرياضات التقليدية من قبل اللجنة الدولية للتربية والرياضة التابعة لمنظمة اليونسكو وذلك في يناير 2006م بباريس بعد المشروع المتميز الذي قدمته وزارة الشؤون الرياضية لإحياء وتطوير الرياضات والألعاب
أيام الأسبوع
مكان اللعب :
تمارس في مكان فسيح وواسع(يتم تحديده).
عدد اللاعبين :
تلعب بفريق واحد وبعدد من 8-10 أفراد.
الأدوات :
كرة صغيرة.
طريقة اللعب :
1- يخصص لكل فرد رقم معين .
2- يتم اختيار شخص واحد من الجماعة ليبتدئ اللعبة وذلك عن طريق العد الحسابي .
3- وبعد ذلك يقوم اللاعبون بالانتشار أثناء قيام اللاعب المنتخب بتسمية أيام الأسبوع.
4- عند وصول اللاعب هذا إلى يوم الجمعة يقوم اللاعبون بالهروب من أمامه.
5- يقوم اللاعب بمطاردتهم ورشقهم بالكرة الصغيرة (مصنوعة من الأسفنج).
6- ومن تصيبه الكرة يحل محله وهكذا تستمر اللعبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــتمارس في مكان فسيح وواسع(يتم تحديده).
عدد اللاعبين :
تلعب بفريق واحد وبعدد من 8-10 أفراد.
الأدوات :
كرة صغيرة.
طريقة اللعب :
1- يخصص لكل فرد رقم معين .
2- يتم اختيار شخص واحد من الجماعة ليبتدئ اللعبة وذلك عن طريق العد الحسابي .
3- وبعد ذلك يقوم اللاعبون بالانتشار أثناء قيام اللاعب المنتخب بتسمية أيام الأسبوع.
4- عند وصول اللاعب هذا إلى يوم الجمعة يقوم اللاعبون بالهروب من أمامه.
5- يقوم اللاعب بمطاردتهم ورشقهم بالكرة الصغيرة (مصنوعة من الأسفنج).
6- ومن تصيبه الكرة يحل محله وهكذا تستمر اللعبة.
علوا ياك –المدى
مكان اللعب :
تمارس في مكان مفتوح .
عدد اللاعبين :
يمارس هذه اللعبة فريقان يتكون كل فريق من سبعة لاعبين.
الأدوات:
- بدون أدوات .
- ترسم دائرة قطرها حوالي 3متر . تسمى المدى .
طريقة اللعب :
1. تبدأ اللعبة عندما يقوم أفراد الفريق الأول بالهروب الى مكان بعيد عن المدى .
2. يبقى أحد أفراده واقفا .
3. أما الفريق الثاني فيجلس في الدائرة ما عدا أحد أفراده حيث تكون مهمته هي البحث عن أفراد الفريق الهارب من منطقة الى أخرى .
4. اللاعب الواقف من أفراد الفريق الهارب تكون مهمته تعقب اللاعب الذي يبحث عن زملائه وذلك لكي ينبههم عن قدومه عن طريق كلمات متعارف عليها علوا ياك من شمال ...علوا ياك من جنوب ...علوا ياك قرب بيت فلان .. وهكذا .
5. أما إذا تغيب اللاعب الذي يبحث عن زملائه ولم يستطع اللاعب الواقف ملاحقته فيصيح ( غاواني – علوا غاواني ) والغرض من ذلك أن يعرف الفريق الهارب بمكان هذا التابع ومحاولة تحاشيه لكي لايمسك أحد منهم .
6. يحاول فريق الهاربين التسلل إلى الدائرة للمس الموجودين بها .
7. إذا تمكن اللاعب الباحث عنهم من القبض على أحد فيصرخ قائلا (فقر..فقر) أي أنني قبضت على أحدهم فتوقفوا عن اللعب .
8. فان سمعوا صوت التابع عندما يمسك أحد الهاربين فيتوقفوا عن اللعب.
9. أما إذا تمكن الفريق الهارب من دخول الدائرة ولمس من بها ولم يسمعوا الصوت التابع فعليهم أن يقولوا أوه..أوه..أوه لكي يسمعهم التابع ويأتي لإنقاذهم وتنتهي اللعبة عند مسك التابع لأي فرد من أفراد الفريق الهارب .
مكان اللعب :
تمارس في مكان مفتوح .
عدد اللاعبين :
يمارس هذه اللعبة فريقان يتكون كل فريق من سبعة لاعبين.
الأدوات:
- بدون أدوات .
- ترسم دائرة قطرها حوالي 3متر . تسمى المدى .
طريقة اللعب :
1. تبدأ اللعبة عندما يقوم أفراد الفريق الأول بالهروب الى مكان بعيد عن المدى .
2. يبقى أحد أفراده واقفا .
3. أما الفريق الثاني فيجلس في الدائرة ما عدا أحد أفراده حيث تكون مهمته هي البحث عن أفراد الفريق الهارب من منطقة الى أخرى .
4. اللاعب الواقف من أفراد الفريق الهارب تكون مهمته تعقب اللاعب الذي يبحث عن زملائه وذلك لكي ينبههم عن قدومه عن طريق كلمات متعارف عليها علوا ياك من شمال ...علوا ياك من جنوب ...علوا ياك قرب بيت فلان .. وهكذا .
5. أما إذا تغيب اللاعب الذي يبحث عن زملائه ولم يستطع اللاعب الواقف ملاحقته فيصيح ( غاواني – علوا غاواني ) والغرض من ذلك أن يعرف الفريق الهارب بمكان هذا التابع ومحاولة تحاشيه لكي لايمسك أحد منهم .
6. يحاول فريق الهاربين التسلل إلى الدائرة للمس الموجودين بها .
7. إذا تمكن اللاعب الباحث عنهم من القبض على أحد فيصرخ قائلا (فقر..فقر) أي أنني قبضت على أحدهم فتوقفوا عن اللعب .
8. فان سمعوا صوت التابع عندما يمسك أحد الهاربين فيتوقفوا عن اللعب.
9. أما إذا تمكن الفريق الهارب من دخول الدائرة ولمس من بها ولم يسمعوا الصوت التابع فعليهم أن يقولوا أوه..أوه..أوه لكي يسمعهم التابع ويأتي لإنقاذهم وتنتهي اللعبة عند مسك التابع لأي فرد من أفراد الفريق الهارب .
السلوت أو الحويليس
مكان اللعب :
تلعب في أي مكان تحت الأشجار (المظلة).
عدد اللاعبين :
يتكون عدد لاعبي هذه اللعبة من لاعبين اثنين فقط.
الأدوات :
- كرة من الحصى
- مجموعة من الحفر في الأرض
طريقة اللعب :
1- تحفر تسع حفرات على سطح الأرض موزعة على ثلاثة سطور بالتساوي .
2- يخصص لكل لاعب ثلاث حصوات بحيث تكون الحصوات لكل لاعب مميزة عن الآخر 0 ذات لونين مختلفين).
3- يضع كل لاعب حصاه في الحفرة الثلاث التي أمامه ويترك الثلاث حفر التي في الوسط.
4- يبدأ اللعب بأحد اللاعبين حيث يضع إحدى هذه الحصوات في إحدى الحف التي في الوسط.
5- يتربص كل لاعب للآخر ليتحين الفرصة المناسبة لوضع جميع حصواته في سطر واحد.
6- من يستطيع أن يضع الحصوات الثلاث في سطر واحد تحسب له نقطة (ما عدا السطر الذي أمامه).
7- يحدد عدد النقاط التي تنهي المباراة.
مكان اللعب :
تلعب في أي مكان تحت الأشجار (المظلة).
عدد اللاعبين :
يتكون عدد لاعبي هذه اللعبة من لاعبين اثنين فقط.
الأدوات :
- كرة من الحصى
- مجموعة من الحفر في الأرض
طريقة اللعب :
1- تحفر تسع حفرات على سطح الأرض موزعة على ثلاثة سطور بالتساوي .
2- يخصص لكل لاعب ثلاث حصوات بحيث تكون الحصوات لكل لاعب مميزة عن الآخر 0 ذات لونين مختلفين).
3- يضع كل لاعب حصاه في الحفرة الثلاث التي أمامه ويترك الثلاث حفر التي في الوسط.
4- يبدأ اللعب بأحد اللاعبين حيث يضع إحدى هذه الحصوات في إحدى الحف التي في الوسط.
5- يتربص كل لاعب للآخر ليتحين الفرصة المناسبة لوضع جميع حصواته في سطر واحد.
6- من يستطيع أن يضع الحصوات الثلاث في سطر واحد تحسب له نقطة (ما عدا السطر الذي أمامه).
7- يحدد عدد النقاط التي تنهي المباراة.
الاثنين، 28 مارس 2016
محافظه الظاهرة
تاريخ المحافظة
كانت محافظة الظاهرة ولا تزال موطنا للحضارة والتراث العماني الخالد، وجسرا لطرق القوافل التجارية ومنفذا تجاريا بريا إلى الخارج. مناطق الحدود ظلت في كثير من البدلدان رقما ساقطا في معادله التنمية والمسؤولين أو القادة في تلك البلدان لاتعنيهم تلك المناطق بأعتبارها مواقع لحشود عسكريه أو منافذ خارجيه..وفي عمان لم يكن هذا الرقم ساقطا أبدا بل ظل محفوظا في قلوب قادتها وأهلها ومعمورا بسواعد أبنائها والتاريخ يشهد بذالك حيث كانت هذه المنطقة جسرا للعبور البري بين عمان والمنطقه العربية قديما وحديثا وخير دليل على ذلك تسميه إحدى ولايات المنطقة بولايه عبري (من العبور) وهي تضم موقع (بات) الذي يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة وقرية (الغبي).
في هذه المنطقة أيضا يوجد ثاني المواقع التي أدرجتها منطقه اليونسكو ضمن قائمه(التراث العالمي) في سلطنه عمان بعد حصن بهلا بالمنطقه الداخلية كانت أثار بلدة (بات) في ولايه عبري قد أكدت التواصل التاريخي لمدافن ومستوطنات حضاره (أم النار) التي عرفتها محافظة الظاهرة والمناطق المجاورة لها المعروفة الآن باسم المملكة العربية السعودية ودوله الإمارات العربية المتحدة وربما قطر.
وتكمن أهميه موقع (بات) التاريخية التي هي جزء من التراث العالمي في كونه يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة حيث كانت القوافل تمر بهذا الموقع محمله بالبضائع المتجهه إلى مواقع أخرى سواء داخل عمان أو خارجها كما أثبتت الاكتشافات الأثريه بالمنطقه وجود (طرق بريه) ترجع إلى عهود قديمه تمر بولاية البريمى وولاية عبري متجهه نحو ساحل عمان الشمالى عبر وادي الجزى والحواسنه وهي تتصل(بقلب الجزيرة العربية).
جغرافية محافظة
محافظة الظاهرة عباره عن سهل شبه صحراوى ينحدر من الجنحه الجنوبية للحجر الغربي في اتجاه الربع الخالى ويفصلها عن المنطقة الداخلية (جبل الكور) من الناحية الشرقية وهي تجاور كلا من المملكة العربية السعودية من جانب والإمارات العربية المتحدة من جانب آخر ولكن ماذا في صحراء وسهول محافظة الظاهرة وعند سفوح جبالها“البرعة” فن عماني في قائمة التراث الإنساني
لقد ارتبط الانسان العماني منذ القدم ، بجوانب ثقافية مختلفة، اتاحت له جانبا من بسط روح التعايش مع الاخر ، ولعل الارث الفني هو احد الجوانب الثقافية الهامة التي اوجدت دورا بارزا في اثراء الفكر لدى الانسان العماني ، وبهذا الثراء استطاع الإنسان العُماني التخاطب مع الاخر من خلال ابداعاته في الفنون الشعبية الموسيقية التي تزخر بها السلطنة، فقد ساعد الموقع الجُغرافي المميز السلطنة على ثراء الثقافة العُمانية وظهور البُعد الإنساني في المكون الثقافي العُماني، فقد انفتحت عُمان على الثقافات المجاورة واستوعبت مفرداتها ، إضافة إلى الثقافة العربية المتأصلة في الأراضي العُمانية منذ القدم. ولعل الفنون العُمانية تعكس هذا الثراء والتنوع، ومن تلك الكنوز الثقافية المتراكمة فن البرعة، حيث يعتبر واحداً من أكثر فنون محافظة ظفار انتشاراً وشعبية ويعد من الأنماط الموسيقية العمانية التقليدية . وسنتحدث في هذه الدراسة عن تسمية النمط الموسيقي لفن البرعة ، وعن أماكن انتشاره ، ومناسبات أدائه وطريقة أدائه والآلات المستخدمة في أدائه ، وسنتطرق أيضا إلى العادات والتقاليد التي ارتبطة بفن البرعة، وسنذكر اشهر شعراء ومغني البرعة ، وأخيراً سنورد بعض النماذج من أشهر أشعار فن البرعة ، وفي النهاية سأختم بذكر الجهود الحكومية والأهلية في مجال الحفاظ على هذا المكون الثقافي غير المادي .
أولاً – البرعة في الغة :
التبرع في اللغة مأخوذ من برع الرجل وبُرعَ بالضم أيضا براعة، أي: فاق أصحابه في العلم وغيره فهو بارع، ويقال بَرَعَ الفَنانُ : أي تميز وتفوق في مجاله وفاق نظراءه ، وفعلت كذا متبرعا أي متطوعا، وبرع : تعني كل شيء تناهى في جمال أو نضارة ، وإما أنه براعة، أي إذا فاق الرجل أصحابه في أداء هذا الفن، وهو أداء يحتاج إلى حنكة وبراعة في أدائه ( 1 ) ، وفي إطار إيجاد العلاقة بين فن البرعة وبين لفظ تبرع، يقول الباحث محمد مستهيل الشحري : ” وجدنا أن الشخص الذي يرغب في أداء البرعة، كان يعطي رئيس الفرقة الغنائية مبلغا من المال، أو هدية عينية من الأرز أو القمح أو الذرة، من أجل السماح له برقص البرعة، وهذه الهدية أو المبلغ عبارة عن حجز دور للمتبرع، إذ لا يسمح للجميع بالرقص، وكان مقتصرا على عدد من الراقصين المعروفين، نظرا لصعوبة الأداء وإتقان القواعد الحركية لهذا الرقص، ومن هنا يحمل هذا الفن أحد معاني التبرع “( 2 ) .
ثانياً – أماكن انتشار البرعة :
تمارس البرعة في محافظة ظفار جنوب سلطنة عُمان ، ولفنون عمان التقليدية في محافظة ظفار مذاق خاص، ومنها انتشرت على امتداد المدن الساحلية باتجاه محافظة جنوب الشرقية مثل صور، وجعلان، والأشخرة، ويرجح الباحث الشحري “أنه من المحتمل أن يكون الاتصال البحري بين مدن محافظة جنوب الشرقية، ومدن محافظة ظفار الساحلية (صلالة، ومرباط، وطاقة) هو العامل المساعد على انتشار هذا النمط وتغلغله الى محافظة جنوب الشرقية ، إذ يقتصر أداء هذا النمط في البيئة الساحلية لمحافظة ظفار، ولا يجد له حضورا في المناطق الجبلية من المحافظة حيث تسود أنماط موسيقية وفنون أخرى مثل (النانا، والدبرارت))”. 3 )
ثالثاً – المناسبات التي يؤدى فيها البرعة :
يقام فن البرعة في المناسبات الاجتماعية (الزواج، الاعياد ، والختان ) ، كما يقام في المناسبات الوطنية (مهرجانات الأعياد الوطنية، والمهرجانات السياحية والثقافية )، ويقام أيضا للتسلية ولإضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور ، وبما أن البرعة هي فن مرح الشباب فبالتالي هي أيضا تؤدى في كل مناسبة يجتمع فيها الشاب للسمر ( 4 ) .
رابعاً – كيفية أداء فن البرعة:
من المتعارف عليه أن البرعة يؤديها اثنان من الرجال في المناسبات الاجتماعية، أما في المهرجانات فالمجال مفتوح امام أعداد كبيرة من المشاركين، بشرط أن تكون الأعداد زوجية ( قد تصل من عشرة أشخاص إلى ثلاثين شخصا ) ، وتكون المساحة التي تؤدى فيها البرعة عادة على شكل مربع أو مستطيل، لكي تسمح بحرية حركة المؤدين أمام الفرقة الغنائية ، وقبل أن يبدأ أداء فن البرعة يجلس الراقصان على رؤوس أصابعهما أمام الفرقة ويلتقطان الخناجر التي توضع عادة على الأرض عند المغني ، وعند دق الطبل وعلى صوت الغناء والتصفيق بالأيدي ، يقفان، ويمسك كل مؤد بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظا على سلامة المؤدي، حينما يرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها، بينما تمسك أصابع اليد اليسرى بوسط (الدشداشة) مع لفها، حتى يصبح زي المؤدي متناسقا وأنيقا، للحفاظ على المظهر الحسن أمام المشاهدين الذين يحكمون على أداء الراقص ويسمون (النُقاد) . ( 5 )
يرفع الراقصان مقدمة قدميهما وينزلانها، تبعا لصوت الطبل، حتى يضبطا حركتهما، وينسجما مع الطرب، ثم يرجعان للخلف، ثم يتقدمان، ثم يرجعان، ثم يتقدمان، وحينما يبدأ صوت المرددين (الكورس) للأغنية بعد المطرب، يلف المؤديان في حركة دائرية على اليسار ثلاث لفات، ولا يجوز أن يلف المؤديان في وسط الساحة أو في بدايتها عند المطرب وأعضاء الفرقة ، كما أن خطوات الراقصين غير معقدة، وإنما يتطلب التناغم مع المؤدين الآخرين والموسيقى بمهارة عالية، وتشترك النساء فقط مع مجموعة الرديدة ( الكورس ).
وتنتهي جولة البرعة بنهاية الأغنية في لحظة واحدة بحيث يركع الراقصان معا مقابل الفرقة الموسيقية المصاحبة بعد دوران كل منهما حول نفسه دورة كاملة ، وتؤثر حركة (المتبرعين )على المغني إيجابا أو سلبا، فينسجم مع براعتهم في الأداء وتستمر البرعة إثنين إثنين في كل جولة غنائيه وكان مؤدي الرقص في الماضي يقوم بحجز أغنية يطرب لها وينسجم معها من رئيس الفرقة، ويضطر الى دفع مبلغ مالي مقابل ذلك، ولا يؤدي الراقص للبرعة إلا بوجود صديقه الذي يعرف حركات صاحبه مع الطبل، وحركة دورانه ورفع الخنجر ووضع المصر أو الكمة فوق الرأس . ( 6 )
خامساً – العادات والتقاليد المرتبطة بفن البرعة :
تنظم البرعة وفق عادات وتقاليد متعارف عليها عند عقداء ( رؤساء ) الفرق الشعبية الأهلية من حيث وقت ومكان إقامتها والدعوة إليها ومراحلها المختلفة ، وذلك من خلال إقامة الحفلات في المناسبات المختلفة ، أو بالتدريب المباشر للفرق التي تنشأ للممارسة هذا الفن ، وهناك أصول متعارف عليها عند عملية الانتقال إلى الأعضاء الآخرين في الجماعه ، وتنتقل البرعة جيلا بعد جيل عن طريق الممارسة الفعلية والمشاركة في الأداء الغنائي والحركي من قبل الشباب والأطفال مع من سبقوهم في ممارسة هذا الفن ومعرفة تفاصيله ( 7 )، ومن العادات والتقاليد التي يحرص عليها مؤديا رقصة البرعة هي أن يلبسا الخنجر العُماني ( 8 ) ، وكذلك الدشداشة العمانية ، إذ لا يصلح اداء البرعة الا بلبس الدشداشة والمصر أو الكمة ( 9 ) ، وهي من الضرورات التي يحرص كل مؤد عليها قبل النزول الى ساحة الرقص ، ومن العادات القديمة في اثناء الرقص يقوم احد الحضور برمي النقود من فوق الراقصين ويسمى محليا (الطرح) وتكون هذه النقود للفرقة (الطبالين) ( 10 )، ولكل قبيلة شكل البرعة المميزة الخاصة بها، والتي تختلف عما تؤديه القبائل الأخرى بإيقاع البرعة والخطوات الراقصة المنفذّة ” ،وقديما كان الأعيان يرقصون إلى جانب العامة من السكان، ويجسد هذا التقليد روح الفروسية، والقوة، والشجاعة، ونوع من إكرام الضيف التي تشتهر بها محافظة ظفار (11) .
سادساً – الآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة :
تتكون الفرقة التي تؤدي فن “البرعة” من عازف على “القصبة” واثنان – أو أكثر – من ضاربي الطبل المرواس ( 12 ) وهو الطبل الصغير واثنان – أو أكثر – من ضاربي طبل المهجر وهو الطبل الكبير وضارب واحد على الدف الصغير ذي الجلاجل. وقد طرأت مؤخرا على البرعة بعض التغيرات مثل إدخال الآلات الوترية في الغناء ( 13) ، ومن الذين أدخلوا العود في البرعة ( والذي يطلق عليه محليا القبوس ) ، الفنان محمد حبريش، والاخوان صالح وسعيد ابنا فرج الغساني، وهناك بعض الشعراء المشهورين بأداء البرعة دون مصاحبة آلات وترية منهم المرحوم جمعان ديوان ( 14 ).
سابعاً – اشهر شعراء ومغني البرعة في عُمان :
من الذين اشتهروا بغنى البرعة هم : الفنان محمد حبريش، والاخوان صالح وسعيد ابنا فرج الغساني، والشاعر المرحوم جمعان ديوان ، والشاعر سعد بن رجب المغني ، والشاعر احمد بن سالم العبري ، والشاعر منير بن فرحان بيت كليب ، كذلك الشاعر والمغني عوض بن عاشور بن جمعان القعيطي ( 15 ) ، المعروف بالفنان عوض القعيطي (وقد كرم في مهرجان فرق الفنون الشعبية الثاني 2012م الذي اقامته وزارة التراث والثقافة في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ). والفنان عمر جبران وغيرهم، بالإضافة إلى عقداء ورؤساء وأعضاء فرق الفنون الشعبية الأهلية في محافظة ظفار ( 16 ) ، فالعديد من الشعراء المغنين كانوا يمدحون السلاطين والشيوخ وشخصيات اجتماعية كثيرة ، والهدف من هذا قد لا يكون بالضرورة الكسب المادي، وهذا المديح كان محببا للناس، والفرق التقليدي الموسيقية القديمة تتوارث المهنة منذ سنوات طويلة وتعرف بتسميات محلية اشهرها يطلق اصطلاح فرقة على اسر ، اشهرها : بيت توفيق في مدينة صلالة ، وبيت بن شمسة في مدينة مرباط ( 17 ) .
ثامناً – نماذج من أشعار فن البرعة :
من القصائد التي لاقت رواجا وانتشارا على المستوى المحلي في محافظة ظفار قصيدته ” خمسين روبية ” التي يقول فيها المرحوم جمعان ديوان :
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب
يا الله طلبتك راجين العافية … يا عظيم الشأن وأنته تنطلب
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب
وبشتري لي من الزوالي الغالية … وبأخذ بها موتر والتاير ذهب
وباخ ذبها خنجر جديد غاوية … وباخ ذبها بندوق من عز السلب
وببني لي بيت حلوة ناهية … وبخرّج الصدقات في أول رجب
وبفتح بها معيان وبخدم ساقية … وبزرع لي باغ وأشجاره عنب
وبأخذ بها خادم وتحته جارية … إذا ساعد الرحمن والمولى كتب
وباواصل السير للسيوح الخالية … وباخذ بها بكرة للي ما ترتكب
وألين بها أهل القلوب القاسية … وأمشي بهادُ غري ولا قلبي رهب
وأقلب بها المرّة تقع لي حالية … كذا يفعل الدرهم إذا قلتوا كذب
وأقطع بها أهل الرقاب العاصية … وأنهب بها الشجعان لي ما تنتهب
وأسكن الدنيا تقع لي هادية … القرش هو يفعل ويطلّع
نسب هي أصلها خمسين ما وصلت مية … يتعجبون الناس لله العجب
هذا فعال القرش وبيتي التالية … وختمتها بك يا شفيعاً للعرب
خمسين روبية معانا باقية … بشحن بها مركب وبحمّل خشب ( 18 )
أما الشاعر المغني محمد بن العيدروس ، فيقول عنه الكثيري :”قليل هي الأخبار التي وصلتنا عن الشعراء المغنين القدماء في ظفار، وكان أشهر من ذكره الرواة هو المرحوم محمد بن العيدروس بيت حفيظ ، المعروف بأبوسلاسل (كان الرجل شاعرا ومغنيا وناقشا للقبوس أي : عازف على العود القديم بالتعبير القديم.
تاسعاً – الجهود الحكومية والأهلية تسعى للحفاظ على فن البرعة :
1) البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية:
تمثل البرعة أحد عناصر التراث الثقافي العُماني غير المادي ، فقد أثمرت الجهود الحثيثة التي بذلتها السلطنة من اجل توثيق تراثها غير المادي في القائمة العالمية ( 20 )، فجاء إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فن البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية ( 21 )، وذلك في شهر نوفمبر من عام 2010م .
2) الإصدارات التي وثقت فن البرعة :
لقد أولت الحكومة العُمانية مجهوداً كبيراً في نشر وتوثيق الموروث الموسيقي العماني ونقله إلى الاجيال اللاحقة ، بحيث تسعى إلى نشر إصداراتها وتوفيرها للباحثين في الثقافة الشعبية العُمانية ، هذه الإصدارات تناولت عدة جوانب من المأثورات العمانية ، كما إنها تعد وثيقة هامة لتوثيق الموروثات الشعبية العمانية ، وفيما يخص فن البرعة قامت الحكومة بالإصدارات التالية :
- إصدار كتاب يوثق هذا الفن ، وذلك بمناسبة إدراجه في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية ، وقد صدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، واحتوى على صور لفن البرعة ،وتعريفها وأماكن انتشارها ، وطريقة أدائها ، والآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة ، وميزة الكتاب أنه اعتمد بشكل كبير على المقابلات الشخصية مع الممارسين لهذا الفن بالإضافة للصور .
- قرص مدمج Cd (مسموع) يحتوي على عدد أربع من الفنون الشعبية العمانية الشهيرة، والتي أدرج أغلبها في قائمة اليونيسكو وسجلت باسم السلطنة، وعلى رأسها تأتي البرعة ( 22 )
- وفي إطار ذات الجهود، فقد قامت وزارة التراث والثقافة، بتوثيق أكثر من (200) فن من الفنون الشعبية العمانية الشهيرة. وبصدد تدشين تطبيق على الهواتف الذكية عن طريق احدى الشركات المتخصصة في هذا الجانب، وليكون متاحاً للراغبين في الاستماع إليها عبر أجهزة الهواتف النقالة.
3) حلقات الفنون الشعبية العمانية:
نظمت وزارة التراث والثقافة سلسلة ندوات للفنون الشعبية للفنون العُمانية المدرجة في القائمة العالمية للتراث غير المادي للإنسانية (البرعة والعازي والتغرود). وبالنسبة لفن البرعة فقد اقيمت حلقة متخصصة لهذا الفن في ولاية صلالة بمحافظة ظفار ، حيث تضمنت الحلقة تقديم أوراق عمل من قبل المتخصصين في فن البرعة، هذه الأوراق تناولت مختلف الجوانب المتعلقة بالفن من حيث طريقة الأداء والحركات المصاحبة للفن بجانب الشعر وأسلوب الإلقاء والمناسبات التي تمارس فيها البرعة ، كما دار النقاش حول التجديد الذي طرا على هذه الفن والمخاطر التي يحيط به من كل الجوانب سواء ما يتعلق بالممارسة أو بالممارسين من حملة هذا الفن، وكان تجاوب رؤساء وأعضاء فرق الفنون الشعبية وممارسي البرعة كبيراً ، وقد استشعروا المسؤولية الملقاة على عاتق ممارسي هذا الفن ، كونهم حجر الزاوية في الحفاظ على هذه الفنون من الاندثار .
4) المهرجانات الشعبية التي تقيمها الحكومة بالتعاون مع فرق الفنون الشعبية العمانية:
تعتبر المهرجانات الشعبية التي تنظمها الجهات الحكومية المعنية والتي تقام في مختلف محافظات وولايات السلطنة المختلفة فرصة كبيره لربط الأجيال بتراثها الشعبي ، فالسلطنة على امتداد مناطقها وتباعدها تزخر بالعديد من الفنون الشعبية المغناة والمنشودة ، وتعتبر بمثابة المدرسة التي تتعلم فيها الأجيال على أصول تأدية هذه الفنون وتذكيرا لها لما كان لهذه الفنون من دور كبير في الماضي والذي ساهم في صنع تاريخ عمان وتبقى مهمة هذا الجيل الحفاظ على هذه الموروثات من الاندثار وتطويرها بما يساعد على استمراريتها وعدم اندثارها.
ومن هذا المنطلق فقد تم إقامة مهرجان فرق الفنون الشعبية في فن البرعة ليكون حاضراً على رأس الفنون التي تنافست بها الفرق الشعبية المشاركة في ذلك المهرجان. ، حيث حرصت اللجنة على ان يكون اختيارها للفنون التي ستقدم في المهرجان ، متواكبة مع المنجزات الثقافية التي تحققت لهذه الفنون على مختلف المستويات المحلية والدولية ، خاصة وقد شهد فن البرعة اعترافا دوليا بأنه من أهم الفنون الإنسانية بإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو وذلك في شهر نوفمبر المجيد عام 2010م . ( 23)
لا يزال فن البرعة قائما في محافظة ظفار وحاضرا في كثير من المناسبات الاجتماعية والوطنية، ولكنه لا يزال بحاجة إلى إدراجه في المناهج الدراسية وفي المقررات الدراسية في الجامعات والكليات المعنية بالعلوم الانسانية ليتعمق الطلبة فيه أكثر ، وإقامة الندوات حول هذا الفن وغيره من الفنون العمانية حتى تتعرف الاجيال القادمة على المفردات الثقافية العمانية والتي يشاركهم فيها الانسان الآخر على اعتبار ان الفنون أصبحت مدرجة ضمن قائمة التراث الانساني غير المادي.
الهوامش والمصادر:
1- معجم الوسيط ، معنى البراعة ، مكتبة الشروق الدولية ، ط5، ص 51 ،2011م.
2- الشحري ، محمد ، البرعة فن عُماني في قائمة التراث الإنساني، صحيفة القدس العربي ، 15 سبتمبر 2013م
3- الشحري، محمد مستهيل، فن البرعة من مفردات التراث الثقافي غير المادي العُماني ، ص7، وزارة التراث والثقافة ، سلطنة عُمان ، 1431هـ / 2010م .
4- منتدى المهرة ، عراقة وتاريخ ، 28/1/2009م .
5- الشحري، محمد مستهيل ، مرجع سابق ، ص 8 .
6- الشحري، محمد مستهيل ، مرجع سابق ، ص 9 .
7- الصلطي، مبارك بن مسلم ، قوائم الحصر الوطني ،باب الفنون الشعبية ، عنصر البرعة رقم 5 ، رقم الحصر (4.5 )، 23/7/2013 م.
8- تُعد الخناجر العمانية ، أحد الموروثات التراثية العديدة التي يتمتع بها الشعب العماني، وقد أصبحت سمة بارزة وجزءًا أساسيًّا في الزي الوطني العماني في كل موقع ومناسبة.
9- الدشداشة العمانية : بالنسبة للعمانيين تعتبر رمزاً من رموز الهوية الوطنية التي تتفرد بها الشخصية العمانية لأن ارتداءها يعد مصدر فخر واعتزاز توصف هذه الملابس بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة،وهي عبارة عن ثوب طويل (دشداشة) ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع ، و(الكمة) : هي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف جميلة تلبس فوق الرأس.
10- الصلطي ، المرجع السابق .
11- موقع السبلة العمانية الإلكترونية .
12- المرواس : يعتبر المرواس أصغر طبول محافظة ظفار في الحجم ، ولذلك فهو أحدها صوتا . وأهم الفنون التي يستخدم فيها المرواس هو فن البرعة وفن الشرح ويكون ضارب المرواس عنصرا أساسيا في الفرق المؤدية لهذه الفنون، مثل فرقة بن توفيق في صلاله، وفرقة بن شمسه في مرباط.
13- العود : يعتبر العود أهم آلة موسيقية عربية، لذلك سمي ” بأمير الآلات ” وذلك لسهولة استخدامه واستخدام العود في الموسيقى التقليدية العمانية يعتبر قليلا.
14- الشيدي، جمعة بن خميس ، أنماط المأثور الموسيقي العماني دراسة توثيقية وصفية ، مركز عمان للموسيقى التقليدية ، وزارة الإعلام . 1429هـ – 2008 م .
15- ولد في عام 1939م بمدينة صلالة ، كتب الكثير من الأغاني وتغنى بها واشتهر كثيرا بفن البرعة وتميز بهذا اللون من الغناء وله الكثير من الأشرطة الغنائية وشارك في عدة مهرجانات واحتفالات محلية ، توفي في شهر إبريل من عام 2008م.
16- الصلطي ، المرجع السابق .
17- الكثيري ،مسلم بن أحمد، أداء بعض أنماط الموسيقى التقليدية العمانية، مجلة نزوى .
18- الشحري ، مرجع سابق ، ص9 .
19- الكثيري ،المرجع سابق .
20- تعتبر السلطنة بذلك من أوائل دول العالم التي سنت التشريعات والقوانين لحماية التراث الثقافي غير المادي، وتأتي في مقدمة الدول المنظمة إلى الاتفاقية العالمية لحماية وصون التراث غير المادي.
21- فن البرعة : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة الخامسة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في نيروبي – كينيا في شهر نوفمبر عام 2010م ، وهو الملف العربي الوحيد الذي تم تسجيله منفردا .
22- من الفنون الشعبية العُماني ، ( البرعة – التغرود – العازي – العيالة ) ، وزارة التراث والثقافة ، سلطنة عُمان ، 2013م .
- فن العازي : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة السابعة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في مقر “اليونسكو”– باريس في شهر ديسمبر عام 2012م ، والملف تم تسجيله منفردا. وكانت السلطنة والمملكة المغربية من الدول العربية التي تقدمت بملفات منفردة للترشح ضمن 16 دولة عالمية.
- فن التغرود : تم تسجيله في القائمة الدولية في اجتماع الدورة السابعة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي الذي عقد في مقر “اليونسكو”– باريس في شهر ديسمبر عام 2012م ، وهو ملف مشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .
- العيالة : نمطٌ موسيقي تقليدي يُمارسه الرجال بصفة خاصة في الساحات العامة وأمام القلاع والحصون. يقف المُشاركون في صفين متقابلين تتبادل أداء مزامل، وهي النصوص الشعرية المتوارثة أو المرتجلة ، حيث يتولى الدور شاعر فيلقن الصفوف كلماته ولحنه. يُمارس هذا الفن في مناسبات الأعراس والختان والأعياد الدينية والوطنية، ويقام في بعض الأحيان للتسلية والترويح .
23- في هذا المهرجان تنافست ثلاث فنون من مختلف المحافظات وهي: فن البرعة ،وفن العيالة ،وفن الميدان.
فهد بن محمود الرحبي
صناعة الجرز
الجرز هو عبارة عن رأس فأس صغيرة الحجم مثبت في عصا طويلة(يصنع عادة من خشب السدر أو المزج وهي من الأشجار التي تنمو في مسندم) ، ويعتبر الجرز أداة فريدة يتميز بها الرجال في محافظة مسندم. واشتملت الاستعما...
إقرأ المزيد
صناعة الخناجر والسيوف
يشكل الخنجر العادي أو المعقوف أهم مكونات الزي العماني، ويحرص العمانيون على اقتناء الخناجر والظهور بها في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية والأعراس، ومع توارث هذا المظهر الاجتماعي من الآباء إلى ال...
إقرأ المزيد
صناعة البخور
البخور كلمة تطلق إما على مفردات عطرية أو على خليط يوضع على الجمر فيتأثير بحرارة الجمر ويتحول إلى دخان عطري، وعادة يوضع الجمر مع هذا البخور في وعاء فخاري تقليدي يسمى مبخرة أو مجمر، ويختلف شكله بحسب ال...
إقرأ المزيد
صناعة الجلود
يستفيد العمانيون منذ القدم من جلود الأنعام لصناعة منتجات مختلفة مثل (قرب الماء والدلو) والكثير من الصناعات ومن أشهر الولايات في صناعة الجلود ولاية مرباط بمحافظة ظفار، ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ولا...
إقرأ المزيد
صناعة النسيج
عرف العمانيون صناعة النسيج من العصور القديمة، وعرفت هذه الصناعة عند أهل البادية بصناعة السدو عن طريق المغزل من صوف الأغنام أو الماعز، وقد استخدم النسيج المصنوع من الصوف و الشعر لبناء المساكن البدوية،...
إقرأ المزيد
الأزياء العمانية
توصف الأزياء الرجالية بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة، وهي عبارة عن ثوب طويل "دشداشة" ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع قد يختلف لونه عن لون الدشداشة. أما الأزياء النسائية فتزدان بالألوان الزاهية ...
إقرأ المزيد
صناعة الحلوى
تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، وتعد رمزا عمانيا للكرم والأصالة، وتعتبر الحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني منها، خصوصا أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح وا...
إقرأ المزيد
صناعة السعفيات
تعتمد صناعة السعفيات على النخيل، فهناك الخوص (السعف) والزور(الجريد) بالإضافة إلى جذع النخلة وهناك أيضاً الليف والسعف، وعلى سبيل المثال فالبسط ( الحصر) تصنع من نباتي الغضف والرسل وهما نباتان ينموان عل...
إقرأ المزيد
الصناعات الفخارية
يعد فن صناعة الفخار من الشواهد الملازمة والمميزة لحضارات أمم العالم إذ يعبر عن مدى تطورها ورقيها. وصناعة الفخار رغم أنها أبسط أشكال الفن هي في الواقع من أصعب الحرف ، فهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية، ...
إقرأ المزيد
تقطير ماء الورد
يزرع الورد في منطقة الجبل الأخضر بكميات كبيرة ويقوم المزارعون بتصنيعه ولاتخلو هذه الصنعه من مشقة ولكن المشقة والتعب ينتهيان حين يحصل صاحبها على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر في شهر أبريل تتفتح زهور...
إقرأ المزيد
صناعة السفن
تحتل صناعة السفن العمانية مكانة بارزة بين الصناعات التقليدية العمانية، حيث برع العمانيون في هذه الصناعة ولعبت هذه السفن دورا كبيرا في وصول العمانيين لمشارق الأرض ومغاربها واتصالهم بحضارات العالم القد...
إقرأ المزيد
صناعة الفضيات
تحتل الصناعات الفضية حيزا كبيرا في التاريخ العماني، وتتميز بحس فني ثري ، وتتفرد بذوق رفيع ينم عن فن أصيل يعكس ثقافة المجتمع الضاربة في أعماق التاريخ ، وتعبر عن مرجعية اجتماعية ودينية ذات رموز غنية بم...
إقرأ المزيد
صناعة الخشبيات
استغل الانسان العماني وفرة الأشجار وتنوعها في السلطنة ليوظفها في صناعات مختلفة منها الأبواب والنوافذ والمناديس ( مفردها مندوس وهو خزان خشبي لحفظ الأغراض المختلفة)....
إقرأ المزيد
حصاد اللبان
تجمع الثمار من بداية شهر ابريل من كل عام، حيث تشتد الحرارة التي تساعد على خروج السائل من شجرة اللبان، وتحتاج هذه العملية إلى خبير في التجريح بواسطة أداة حادة تسمى (المنقف) وتحتاج إلى ضربتين (أي جرحها ...
إقرأ المزيد
الجرز هو عبارة عن رأس فأس صغيرة الحجم مثبت في عصا طويلة(يصنع عادة من خشب السدر أو المزج وهي من الأشجار التي تنمو في مسندم) ، ويعتبر الجرز أداة فريدة يتميز بها الرجال في محافظة مسندم. واشتملت الاستعما...
إقرأ المزيد
صناعة الخناجر والسيوف
يشكل الخنجر العادي أو المعقوف أهم مكونات الزي العماني، ويحرص العمانيون على اقتناء الخناجر والظهور بها في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية والأعراس، ومع توارث هذا المظهر الاجتماعي من الآباء إلى ال...
إقرأ المزيد
صناعة البخور
البخور كلمة تطلق إما على مفردات عطرية أو على خليط يوضع على الجمر فيتأثير بحرارة الجمر ويتحول إلى دخان عطري، وعادة يوضع الجمر مع هذا البخور في وعاء فخاري تقليدي يسمى مبخرة أو مجمر، ويختلف شكله بحسب ال...
إقرأ المزيد
صناعة الجلود
يستفيد العمانيون منذ القدم من جلود الأنعام لصناعة منتجات مختلفة مثل (قرب الماء والدلو) والكثير من الصناعات ومن أشهر الولايات في صناعة الجلود ولاية مرباط بمحافظة ظفار، ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ولا...
إقرأ المزيد
صناعة النسيج
عرف العمانيون صناعة النسيج من العصور القديمة، وعرفت هذه الصناعة عند أهل البادية بصناعة السدو عن طريق المغزل من صوف الأغنام أو الماعز، وقد استخدم النسيج المصنوع من الصوف و الشعر لبناء المساكن البدوية،...
إقرأ المزيد
الأزياء العمانية
توصف الأزياء الرجالية بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة، وهي عبارة عن ثوب طويل "دشداشة" ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع قد يختلف لونه عن لون الدشداشة. أما الأزياء النسائية فتزدان بالألوان الزاهية ...
إقرأ المزيد
صناعة الحلوى
تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، وتعد رمزا عمانيا للكرم والأصالة، وتعتبر الحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني منها، خصوصا أوقات الاحتفالات والأعياد والأفراح وا...
إقرأ المزيد
صناعة السعفيات
تعتمد صناعة السعفيات على النخيل، فهناك الخوص (السعف) والزور(الجريد) بالإضافة إلى جذع النخلة وهناك أيضاً الليف والسعف، وعلى سبيل المثال فالبسط ( الحصر) تصنع من نباتي الغضف والرسل وهما نباتان ينموان عل...
إقرأ المزيد
الصناعات الفخارية
يعد فن صناعة الفخار من الشواهد الملازمة والمميزة لحضارات أمم العالم إذ يعبر عن مدى تطورها ورقيها. وصناعة الفخار رغم أنها أبسط أشكال الفن هي في الواقع من أصعب الحرف ، فهي الأبسط لأن لها طبيعة بدائية، ...
إقرأ المزيد
تقطير ماء الورد
يزرع الورد في منطقة الجبل الأخضر بكميات كبيرة ويقوم المزارعون بتصنيعه ولاتخلو هذه الصنعه من مشقة ولكن المشقة والتعب ينتهيان حين يحصل صاحبها على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر في شهر أبريل تتفتح زهور...
إقرأ المزيد
صناعة السفن
تحتل صناعة السفن العمانية مكانة بارزة بين الصناعات التقليدية العمانية، حيث برع العمانيون في هذه الصناعة ولعبت هذه السفن دورا كبيرا في وصول العمانيين لمشارق الأرض ومغاربها واتصالهم بحضارات العالم القد...
إقرأ المزيد
صناعة الفضيات
تحتل الصناعات الفضية حيزا كبيرا في التاريخ العماني، وتتميز بحس فني ثري ، وتتفرد بذوق رفيع ينم عن فن أصيل يعكس ثقافة المجتمع الضاربة في أعماق التاريخ ، وتعبر عن مرجعية اجتماعية ودينية ذات رموز غنية بم...
إقرأ المزيد
صناعة الخشبيات
استغل الانسان العماني وفرة الأشجار وتنوعها في السلطنة ليوظفها في صناعات مختلفة منها الأبواب والنوافذ والمناديس ( مفردها مندوس وهو خزان خشبي لحفظ الأغراض المختلفة)....
إقرأ المزيد
حصاد اللبان
تجمع الثمار من بداية شهر ابريل من كل عام، حيث تشتد الحرارة التي تساعد على خروج السائل من شجرة اللبان، وتحتاج هذه العملية إلى خبير في التجريح بواسطة أداة حادة تسمى (المنقف) وتحتاج إلى ضربتين (أي جرحها ...
إقرأ المزيد
لشيخ نور الدين السالمي
1) اسمه ونسبه :
هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى نزار بن معد بن عدنان(1) .
2) كنيته ولقبه :
أ) كنيته : كني الإمام بكنيتين :
- أولها: بأبي محمد ، وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبد الله .
- ثانيهما: بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر(محمد ) الذي كان يلقب بالشيبه .
ب) لقبه :
اشتهر الإمام السالمي بلقب (نور الدين السالمي ) وله ألقاب أخرى تدل على عظم مكانته عند الناس أعند أقرانه العلماء ، فعلى سبيل المثال : يلقب بشمس العصر ،و بوحيد الدهر ، والعلامة المحقق فخر المتأخرين . (2)
3) مولده :
اختلفت الآراء حول سنة ولادة الشيخ السالمي ، فالبعض يرى أنه ولد سنة ( 1286) للهجرة، (1)ويرى فريق آخر أنه ولد سنة (1284) للهجرة ، كما تذكر بعض المصادر أنه ولد سنة (1288) للهجرة .
والذي يظهر أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة (2)، بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا :[ من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة ( 1326) ]اهــ(3)
وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ .
4) صفاته وأخلاقه :
أ) صفاته الخَلقية :
لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته : "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر ) . (1)
ب) صفاته الخُلقية :
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة في ذات الله تعالى ، لا تأخذة لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها ، ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادا سخيا ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .
كان كثيراً ما يقول : اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا : ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون . (1)
5) نشأته وحياته العلمية :
قرأ القرآن عند والده في بلدة ( الحوقين ) ، ثم انتقل إلى قرية ( قصرا ) في الرستاق ، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي ، والشيخ راشد بن سيف اللمكي ، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي ، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم ، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه ، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي : أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما ، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما .
(1)وهكذأخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء ، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً .
رحلته إلى الشرقية:
هاجر الشيخ إلى المنطقة الشرقية سنة 1308هـ لما سمعه من أخبار الشيخ صالح بن علي الحارثي من علو صيته ، فطلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يستوطن القابل من شرقية عمان فامتثل أمره ، ولبث عنده يلتقط من فوائده ، ويستخرج من فرائده ، فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، فدرس التفسير ، والحديث ، وأصول الدين ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والمنطق .
وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي ، فكان لوفاته الأثر الكبير على الشيخ السالمي ، فأصبح الحمل عليه أكبر ، والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والشيخ السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ فقد ذهب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، وهناك التقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب ، وتناقش معهم فيما يخص المسلمين ، وما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وضد رواد الإصلاح خاصة ، واطلع على الكثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد إلى عمان لمواصلة مشواره (1)
6) مشايخه :
· الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي ، ولد بالقابل عام 1250هـ أخذ العلم عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ، ومن تلامذته الشيخ أبو مالك عامر بن حميد المالكي ، والشيخ عيسى بن صالح الحارثي . من من مؤلفاته : عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح . توفي سنة 1314هـ . (2)
· الشيخ راشد بن سعيد اللمكي ، ولد بمحلة قصرى من أعمال الرستاق عام 1262هـ ، وترعرع هناك إلى أن أصبح قاضيا ًومعلماً ، تلقى العلم من الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ومن تلامذته الشيخ سالم بن سيف اللمكي والشيخ محمد بن شامس الرواحي . من مؤلفاته : مجموعة مسائل في مختلف الدعاوي والأحكام والديانات ، ومنظومة في السلوك ، وله رسالة اسمها ( المسالك في علم المناسك ) توفي سنة 1333هـ (3)
· الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ولد في شهر رجب عام 1252هـ ، وقيل عام 1250هـ ببلد الحمراء من داخلية عمان ، فرحل إلى الرستاق لأخذ العلم ، وكان من كبار علماء عمان ، ولكنه لم يتعرض للتأليف ، وله أجوبة على المسائل نظماً ونثراً لو جمعت لما قلت عن أربعة مجلدات ، من شوخه : الشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي ، ومن تلامذته : الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ، والشيخ سعيد بن صالح العبري ، توفي سنة 1346هـ . (1)
7) تلاميذه :
· الشيخ الإمام سالم بن راشد الخروصي ولد ببلدة ( مشايق ) من قرى الباطنة سنة 1301هـ ، هاجر إلى الشرقية لطلب العلم ولازم الإمام السالمي . بويع سنة 1331هـ بالإمامة . توفي سنة 1338هـ ببلدة الخضراء من المنطقة الشرقية .(2)
· الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي ولد بسمائل سنة1299هـ ، بويع بالإمامة بعد وفاة الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1338هـ ، توفي سنة 1373هـ في نزوى ودفن بها ( 3)
· الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين ، كان عالما ، عاملا، قاضيا ، توفي بالمضيبي سنة 1373هـ . ( 4)
· الشيخ سعيد بن حمد الراشدي (أفردنا له ترجمة خاصة بعد هذه الترجمة لأنه صاحب المتن الذي نحن بصدد تحقيقه الآن )
8) مؤلفاته:
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من اهتمام بأمر إصلاح الإمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات شتى ، شملت العقيدة والفقه وأصوله ، والحديث ، وعلم اللغة العربية ، والتأريخ ، وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق المتعددة ، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
أ)أصول الدين (العقيدة ) :
· أنوار العقول ، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت
· بهجة الأنوار ، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول "(طبع بمطابع النهضة سلطنة عمان1411ه – 1991م)
· مشارق أنوار العقول ، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول" ، ألفه بعد الشرح المختصر لها .(طبع بتحقيق عبد المنعم العاني ، وتعليق سماحة الشيخ الخليلي ، دار الحكمة دمشق سوريا 1416هـ 1995م )
· غاية المراد في الاعتقاد ، قصيدة لامية في العقيدة .
· رسالة في التوحيد ، وهي في بيان العقيدة باختصار .
· الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .
· اللمعة المرضية في أشعة الإباضية ، رد فيه على من قال إن الإباضية لم يكون لهم وجود إلا بعد المذاهب الأربعة ، وأنه لا يوجد لهم مؤلفات قديمة .
· كشف الحقيقة في الرد على من جهل الطريقة ، أرجوزة في حقيقة المذهب .
· روض البيان على فيض المنان ، شرح لقصيدة تلميذة سعيد بن حمد الراشدي في الرد على من ادعى قدم القرآن .
ب)أصول الفقه :
· شمس الأصول ، منظومة في أصول الفقه تتألف من ألف بيت .
· طلعة الشمس ، شرح منظومة "شمس الأصول ".( طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان سنة 1405هـ - 1985م
· الحجة الواضحة ، في الرد على التلفيقات الفاضحة ، رد فيه على من ادعى الاجتهاد وهو ليس له أهل .
ج) الحديث الشريف :
· شرح الجامع الصحيح ، وهو شرح لمسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء . أكثر الإستمداد من الشروح الحديثية ولا سيما "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لإبن حجر العسقلاني .(1)( طبع من قبل مكتبة الاستقامة سلطنة عمان )
د)الفقه :
· جوابات وفتاوى ( مطبوعة بتنسيق ومراجعة د.عبد الستار أبوغدة ، وإشراف عبد الله السالمي )
· مدارج الكمال ، أرجوزة نظم فيها " مختصر الخصال " لأبي إسحاق الحضرمي وهي في ألفي بيت . ( طبع بوزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· معارج الآمال ، شرح مدارج الكمال ، في 18 مجلد بلغ فيه باب الاعتكاف ولم يتمه وهو شرح مفعم بالأدلة والتحقيقات . (طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· جوهر النظام ، أرجوزة تزيد عن (14000) بيت . (مطبوع بتعليق أبو اسحاق اطفيش ،وابراهيم العبر ي )
· تلقين الصبيان ، رسالة مختصرة فيما يجب على الإنسان .
· الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ، طبع عل هامش طلعة الشمس .
· سواطع البرهان ، رسالة قصيرة على بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، جوابا على سؤال من زنجبار .
· إيضاح البيان في أحكام نكاح الصبيان .(طبع بمطابع الباطنة ومكتبتها للطباعة والتكنلوجيا الحديثة ,الناشرمكتبة نور الدين السالمي سلطنة عمان
· بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود .
· طريق السداد شرح لامية الجهاد المسماة بعلم الرشاد لشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، ( وهذا الذي في صدد تحقيقه ) .
هـ)النحو :
· بلوغ الأمل ، منظومة في المفردات والجمل ، وهي في
ثلاثمائة بيت ، وهي أول مؤلفاته .
· شرح بلوغ الأملفي المفردات والجمل (المنظومة السابق ذكرها ). (طبع بمطابع عمان ومكتبتها سلطنة عمان )
· المواهب السنية على الدرة البهية ، شرح "العمروطية
نظم الآجرومية" .
و)العروض:
· المنهل الصافي في العروض والقوافي ، أرجوزة في
ثلاثمائة بيت.
· شرح " المنهل الصافي في العروض والقوافي "(مطبوع )
ز) التأريخ :
· تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان . (مطبوع بمكتبة الاستقامة )
· الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي (شيخه) .(طبع في مقدمة كتاب عين المصالح من أ جوبة الشيخ صالح بن علي الحارثي ) (1)
9) وفاته :
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة ، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن . (2)
1) اسمه ونسبه :
هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى نزار بن معد بن عدنان(1) .
2) كنيته ولقبه :
أ) كنيته : كني الإمام بكنيتين :
- أولها: بأبي محمد ، وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبد الله .
- ثانيهما: بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر(محمد ) الذي كان يلقب بالشيبه .
ب) لقبه :
اشتهر الإمام السالمي بلقب (نور الدين السالمي ) وله ألقاب أخرى تدل على عظم مكانته عند الناس أعند أقرانه العلماء ، فعلى سبيل المثال : يلقب بشمس العصر ،و بوحيد الدهر ، والعلامة المحقق فخر المتأخرين . (2)
3) مولده :
اختلفت الآراء حول سنة ولادة الشيخ السالمي ، فالبعض يرى أنه ولد سنة ( 1286) للهجرة، (1)ويرى فريق آخر أنه ولد سنة (1284) للهجرة ، كما تذكر بعض المصادر أنه ولد سنة (1288) للهجرة .
والذي يظهر أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة (2)، بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا :[ من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة ( 1326) ]اهــ(3)
وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ .
4) صفاته وأخلاقه :
أ) صفاته الخَلقية :
لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته : "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر ) . (1)
ب) صفاته الخُلقية :
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة في ذات الله تعالى ، لا تأخذة لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها ، ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادا سخيا ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .
كان كثيراً ما يقول : اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا : ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون . (1)
5) نشأته وحياته العلمية :
قرأ القرآن عند والده في بلدة ( الحوقين ) ، ثم انتقل إلى قرية ( قصرا ) في الرستاق ، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي ، والشيخ راشد بن سيف اللمكي ، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي ، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم ، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه ، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي : أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما ، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما .
(1)وهكذأخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء ، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً .
رحلته إلى الشرقية:
هاجر الشيخ إلى المنطقة الشرقية سنة 1308هـ لما سمعه من أخبار الشيخ صالح بن علي الحارثي من علو صيته ، فطلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يستوطن القابل من شرقية عمان فامتثل أمره ، ولبث عنده يلتقط من فوائده ، ويستخرج من فرائده ، فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، فدرس التفسير ، والحديث ، وأصول الدين ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والمنطق .
وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي ، فكان لوفاته الأثر الكبير على الشيخ السالمي ، فأصبح الحمل عليه أكبر ، والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والشيخ السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ فقد ذهب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، وهناك التقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب ، وتناقش معهم فيما يخص المسلمين ، وما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وضد رواد الإصلاح خاصة ، واطلع على الكثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد إلى عمان لمواصلة مشواره (1)
6) مشايخه :
· الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي ، ولد بالقابل عام 1250هـ أخذ العلم عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ، ومن تلامذته الشيخ أبو مالك عامر بن حميد المالكي ، والشيخ عيسى بن صالح الحارثي . من من مؤلفاته : عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح . توفي سنة 1314هـ . (2)
· الشيخ راشد بن سعيد اللمكي ، ولد بمحلة قصرى من أعمال الرستاق عام 1262هـ ، وترعرع هناك إلى أن أصبح قاضيا ًومعلماً ، تلقى العلم من الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ومن تلامذته الشيخ سالم بن سيف اللمكي والشيخ محمد بن شامس الرواحي . من مؤلفاته : مجموعة مسائل في مختلف الدعاوي والأحكام والديانات ، ومنظومة في السلوك ، وله رسالة اسمها ( المسالك في علم المناسك ) توفي سنة 1333هـ (3)
· الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ولد في شهر رجب عام 1252هـ ، وقيل عام 1250هـ ببلد الحمراء من داخلية عمان ، فرحل إلى الرستاق لأخذ العلم ، وكان من كبار علماء عمان ، ولكنه لم يتعرض للتأليف ، وله أجوبة على المسائل نظماً ونثراً لو جمعت لما قلت عن أربعة مجلدات ، من شوخه : الشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي ، ومن تلامذته : الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ، والشيخ سعيد بن صالح العبري ، توفي سنة 1346هـ . (1)
7) تلاميذه :
· الشيخ الإمام سالم بن راشد الخروصي ولد ببلدة ( مشايق ) من قرى الباطنة سنة 1301هـ ، هاجر إلى الشرقية لطلب العلم ولازم الإمام السالمي . بويع سنة 1331هـ بالإمامة . توفي سنة 1338هـ ببلدة الخضراء من المنطقة الشرقية .(2)
· الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي ولد بسمائل سنة1299هـ ، بويع بالإمامة بعد وفاة الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1338هـ ، توفي سنة 1373هـ في نزوى ودفن بها ( 3)
· الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين ، كان عالما ، عاملا، قاضيا ، توفي بالمضيبي سنة 1373هـ . ( 4)
· الشيخ سعيد بن حمد الراشدي (أفردنا له ترجمة خاصة بعد هذه الترجمة لأنه صاحب المتن الذي نحن بصدد تحقيقه الآن )
8) مؤلفاته:
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من اهتمام بأمر إصلاح الإمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات شتى ، شملت العقيدة والفقه وأصوله ، والحديث ، وعلم اللغة العربية ، والتأريخ ، وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق المتعددة ، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
أ)أصول الدين (العقيدة ) :
· أنوار العقول ، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت
· بهجة الأنوار ، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول "(طبع بمطابع النهضة سلطنة عمان1411ه – 1991م)
· مشارق أنوار العقول ، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول" ، ألفه بعد الشرح المختصر لها .(طبع بتحقيق عبد المنعم العاني ، وتعليق سماحة الشيخ الخليلي ، دار الحكمة دمشق سوريا 1416هـ 1995م )
· غاية المراد في الاعتقاد ، قصيدة لامية في العقيدة .
· رسالة في التوحيد ، وهي في بيان العقيدة باختصار .
· الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .
· اللمعة المرضية في أشعة الإباضية ، رد فيه على من قال إن الإباضية لم يكون لهم وجود إلا بعد المذاهب الأربعة ، وأنه لا يوجد لهم مؤلفات قديمة .
· كشف الحقيقة في الرد على من جهل الطريقة ، أرجوزة في حقيقة المذهب .
· روض البيان على فيض المنان ، شرح لقصيدة تلميذة سعيد بن حمد الراشدي في الرد على من ادعى قدم القرآن .
ب)أصول الفقه :
· شمس الأصول ، منظومة في أصول الفقه تتألف من ألف بيت .
· طلعة الشمس ، شرح منظومة "شمس الأصول ".( طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان سنة 1405هـ - 1985م
· الحجة الواضحة ، في الرد على التلفيقات الفاضحة ، رد فيه على من ادعى الاجتهاد وهو ليس له أهل .
ج) الحديث الشريف :
· شرح الجامع الصحيح ، وهو شرح لمسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء . أكثر الإستمداد من الشروح الحديثية ولا سيما "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لإبن حجر العسقلاني .(1)( طبع من قبل مكتبة الاستقامة سلطنة عمان )
د)الفقه :
· جوابات وفتاوى ( مطبوعة بتنسيق ومراجعة د.عبد الستار أبوغدة ، وإشراف عبد الله السالمي )
· مدارج الكمال ، أرجوزة نظم فيها " مختصر الخصال " لأبي إسحاق الحضرمي وهي في ألفي بيت . ( طبع بوزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· معارج الآمال ، شرح مدارج الكمال ، في 18 مجلد بلغ فيه باب الاعتكاف ولم يتمه وهو شرح مفعم بالأدلة والتحقيقات . (طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· جوهر النظام ، أرجوزة تزيد عن (14000) بيت . (مطبوع بتعليق أبو اسحاق اطفيش ،وابراهيم العبر ي )
· تلقين الصبيان ، رسالة مختصرة فيما يجب على الإنسان .
· الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ، طبع عل هامش طلعة الشمس .
· سواطع البرهان ، رسالة قصيرة على بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، جوابا على سؤال من زنجبار .
· إيضاح البيان في أحكام نكاح الصبيان .(طبع بمطابع الباطنة ومكتبتها للطباعة والتكنلوجيا الحديثة ,الناشرمكتبة نور الدين السالمي سلطنة عمان
· بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود .
· طريق السداد شرح لامية الجهاد المسماة بعلم الرشاد لشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، ( وهذا الذي في صدد تحقيقه ) .
هـ)النحو :
· بلوغ الأمل ، منظومة في المفردات والجمل ، وهي في
ثلاثمائة بيت ، وهي أول مؤلفاته .
· شرح بلوغ الأملفي المفردات والجمل (المنظومة السابق ذكرها ). (طبع بمطابع عمان ومكتبتها سلطنة عمان )
· المواهب السنية على الدرة البهية ، شرح "العمروطية
نظم الآجرومية" .
و)العروض:
· المنهل الصافي في العروض والقوافي ، أرجوزة في
ثلاثمائة بيت.
· شرح " المنهل الصافي في العروض والقوافي "(مطبوع )
ز) التأريخ :
· تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان . (مطبوع بمكتبة الاستقامة )
· الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي (شيخه) .(طبع في مقدمة كتاب عين المصالح من أ جوبة الشيخ صالح بن علي الحارثي ) (1)
9) وفاته :
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة ، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن . (2)
لشيخ نور الدين السالمي
1) اسمه ونسبه :
هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى نزار بن معد بن عدنان(1) .
2) كنيته ولقبه :
أ) كنيته : كني الإمام بكنيتين :
- أولها: بأبي محمد ، وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبد الله .
- ثانيهما: بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر(محمد ) الذي كان يلقب بالشيبه .
ب) لقبه :
اشتهر الإمام السالمي بلقب (نور الدين السالمي ) وله ألقاب أخرى تدل على عظم مكانته عند الناس أعند أقرانه العلماء ، فعلى سبيل المثال : يلقب بشمس العصر ،و بوحيد الدهر ، والعلامة المحقق فخر المتأخرين . (2)
3) مولده :
اختلفت الآراء حول سنة ولادة الشيخ السالمي ، فالبعض يرى أنه ولد سنة ( 1286) للهجرة، (1)ويرى فريق آخر أنه ولد سنة (1284) للهجرة ، كما تذكر بعض المصادر أنه ولد سنة (1288) للهجرة .
والذي يظهر أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة (2)، بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا :[ من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة ( 1326) ]اهــ(3)
وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ .
4) صفاته وأخلاقه :
أ) صفاته الخَلقية :
لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته : "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر ) . (1)
ب) صفاته الخُلقية :
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة في ذات الله تعالى ، لا تأخذة لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها ، ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادا سخيا ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .
كان كثيراً ما يقول : اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا : ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون . (1)
5) نشأته وحياته العلمية :
قرأ القرآن عند والده في بلدة ( الحوقين ) ، ثم انتقل إلى قرية ( قصرا ) في الرستاق ، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي ، والشيخ راشد بن سيف اللمكي ، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي ، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم ، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه ، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي : أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما ، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما .
(1)وهكذأخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء ، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً .
رحلته إلى الشرقية:
هاجر الشيخ إلى المنطقة الشرقية سنة 1308هـ لما سمعه من أخبار الشيخ صالح بن علي الحارثي من علو صيته ، فطلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يستوطن القابل من شرقية عمان فامتثل أمره ، ولبث عنده يلتقط من فوائده ، ويستخرج من فرائده ، فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، فدرس التفسير ، والحديث ، وأصول الدين ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والمنطق .
وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي ، فكان لوفاته الأثر الكبير على الشيخ السالمي ، فأصبح الحمل عليه أكبر ، والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والشيخ السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ فقد ذهب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، وهناك التقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب ، وتناقش معهم فيما يخص المسلمين ، وما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وضد رواد الإصلاح خاصة ، واطلع على الكثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد إلى عمان لمواصلة مشواره (1)
6) مشايخه :
· الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي ، ولد بالقابل عام 1250هـ أخذ العلم عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ، ومن تلامذته الشيخ أبو مالك عامر بن حميد المالكي ، والشيخ عيسى بن صالح الحارثي . من من مؤلفاته : عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح . توفي سنة 1314هـ . (2)
· الشيخ راشد بن سعيد اللمكي ، ولد بمحلة قصرى من أعمال الرستاق عام 1262هـ ، وترعرع هناك إلى أن أصبح قاضيا ًومعلماً ، تلقى العلم من الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ومن تلامذته الشيخ سالم بن سيف اللمكي والشيخ محمد بن شامس الرواحي . من مؤلفاته : مجموعة مسائل في مختلف الدعاوي والأحكام والديانات ، ومنظومة في السلوك ، وله رسالة اسمها ( المسالك في علم المناسك ) توفي سنة 1333هـ (3)
· الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ولد في شهر رجب عام 1252هـ ، وقيل عام 1250هـ ببلد الحمراء من داخلية عمان ، فرحل إلى الرستاق لأخذ العلم ، وكان من كبار علماء عمان ، ولكنه لم يتعرض للتأليف ، وله أجوبة على المسائل نظماً ونثراً لو جمعت لما قلت عن أربعة مجلدات ، من شوخه : الشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي ، ومن تلامذته : الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ، والشيخ سعيد بن صالح العبري ، توفي سنة 1346هـ . (1)
7) تلاميذه :
· الشيخ الإمام سالم بن راشد الخروصي ولد ببلدة ( مشايق ) من قرى الباطنة سنة 1301هـ ، هاجر إلى الشرقية لطلب العلم ولازم الإمام السالمي . بويع سنة 1331هـ بالإمامة . توفي سنة 1338هـ ببلدة الخضراء من المنطقة الشرقية .(2)
· الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي ولد بسمائل سنة1299هـ ، بويع بالإمامة بعد وفاة الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1338هـ ، توفي سنة 1373هـ في نزوى ودفن بها ( 3)
· الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين ، كان عالما ، عاملا، قاضيا ، توفي بالمضيبي سنة 1373هـ . ( 4)
· الشيخ سعيد بن حمد الراشدي (أفردنا له ترجمة خاصة بعد هذه الترجمة لأنه صاحب المتن الذي نحن بصدد تحقيقه الآن )
8) مؤلفاته:
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من اهتمام بأمر إصلاح الإمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات شتى ، شملت العقيدة والفقه وأصوله ، والحديث ، وعلم اللغة العربية ، والتأريخ ، وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق المتعددة ، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
أ)أصول الدين (العقيدة ) :
· أنوار العقول ، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت
· بهجة الأنوار ، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول "(طبع بمطابع النهضة سلطنة عمان1411ه – 1991م)
· مشارق أنوار العقول ، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول" ، ألفه بعد الشرح المختصر لها .(طبع بتحقيق عبد المنعم العاني ، وتعليق سماحة الشيخ الخليلي ، دار الحكمة دمشق سوريا 1416هـ 1995م )
· غاية المراد في الاعتقاد ، قصيدة لامية في العقيدة .
· رسالة في التوحيد ، وهي في بيان العقيدة باختصار .
· الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .
· اللمعة المرضية في أشعة الإباضية ، رد فيه على من قال إن الإباضية لم يكون لهم وجود إلا بعد المذاهب الأربعة ، وأنه لا يوجد لهم مؤلفات قديمة .
· كشف الحقيقة في الرد على من جهل الطريقة ، أرجوزة في حقيقة المذهب .
· روض البيان على فيض المنان ، شرح لقصيدة تلميذة سعيد بن حمد الراشدي في الرد على من ادعى قدم القرآن .
ب)أصول الفقه :
· شمس الأصول ، منظومة في أصول الفقه تتألف من ألف بيت .
· طلعة الشمس ، شرح منظومة "شمس الأصول ".( طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان سنة 1405هـ - 1985م
· الحجة الواضحة ، في الرد على التلفيقات الفاضحة ، رد فيه على من ادعى الاجتهاد وهو ليس له أهل .
ج) الحديث الشريف :
· شرح الجامع الصحيح ، وهو شرح لمسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء . أكثر الإستمداد من الشروح الحديثية ولا سيما "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لإبن حجر العسقلاني .(1)( طبع من قبل مكتبة الاستقامة سلطنة عمان )
د)الفقه :
· جوابات وفتاوى ( مطبوعة بتنسيق ومراجعة د.عبد الستار أبوغدة ، وإشراف عبد الله السالمي )
· مدارج الكمال ، أرجوزة نظم فيها " مختصر الخصال " لأبي إسحاق الحضرمي وهي في ألفي بيت . ( طبع بوزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· معارج الآمال ، شرح مدارج الكمال ، في 18 مجلد بلغ فيه باب الاعتكاف ولم يتمه وهو شرح مفعم بالأدلة والتحقيقات . (طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· جوهر النظام ، أرجوزة تزيد عن (14000) بيت . (مطبوع بتعليق أبو اسحاق اطفيش ،وابراهيم العبر ي )
· تلقين الصبيان ، رسالة مختصرة فيما يجب على الإنسان .
· الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ، طبع عل هامش طلعة الشمس .
· سواطع البرهان ، رسالة قصيرة على بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، جوابا على سؤال من زنجبار .
· إيضاح البيان في أحكام نكاح الصبيان .(طبع بمطابع الباطنة ومكتبتها للطباعة والتكنلوجيا الحديثة ,الناشرمكتبة نور الدين السالمي سلطنة عمان
· بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود .
· طريق السداد شرح لامية الجهاد المسماة بعلم الرشاد لشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، ( وهذا الذي في صدد تحقيقه ) .
هـ)النحو :
· بلوغ الأمل ، منظومة في المفردات والجمل ، وهي في
ثلاثمائة بيت ، وهي أول مؤلفاته .
· شرح بلوغ الأملفي المفردات والجمل (المنظومة السابق ذكرها ). (طبع بمطابع عمان ومكتبتها سلطنة عمان )
· المواهب السنية على الدرة البهية ، شرح "العمروطية
نظم الآجرومية" .
و)العروض:
· المنهل الصافي في العروض والقوافي ، أرجوزة في
ثلاثمائة بيت.
· شرح " المنهل الصافي في العروض والقوافي "(مطبوع )
ز) التأريخ :
· تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان . (مطبوع بمكتبة الاستقامة )
· الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي (شيخه) .(طبع في مقدمة كتاب عين المصالح من أ جوبة الشيخ صالح بن علي الحارثي ) (1)
9) وفاته :
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة ، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن . (2)
1) اسمه ونسبه :
هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى نزار بن معد بن عدنان(1) .
2) كنيته ولقبه :
أ) كنيته : كني الإمام بكنيتين :
- أولها: بأبي محمد ، وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبد الله .
- ثانيهما: بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر(محمد ) الذي كان يلقب بالشيبه .
ب) لقبه :
اشتهر الإمام السالمي بلقب (نور الدين السالمي ) وله ألقاب أخرى تدل على عظم مكانته عند الناس أعند أقرانه العلماء ، فعلى سبيل المثال : يلقب بشمس العصر ،و بوحيد الدهر ، والعلامة المحقق فخر المتأخرين . (2)
3) مولده :
اختلفت الآراء حول سنة ولادة الشيخ السالمي ، فالبعض يرى أنه ولد سنة ( 1286) للهجرة، (1)ويرى فريق آخر أنه ولد سنة (1284) للهجرة ، كما تذكر بعض المصادر أنه ولد سنة (1288) للهجرة .
والذي يظهر أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة (2)، بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا :[ من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة ( 1326) ]اهــ(3)
وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ .
4) صفاته وأخلاقه :
أ) صفاته الخَلقية :
لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته : "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر ) . (1)
ب) صفاته الخُلقية :
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة في ذات الله تعالى ، لا تأخذة لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها ، ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادا سخيا ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .
كان كثيراً ما يقول : اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا : ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون . (1)
5) نشأته وحياته العلمية :
قرأ القرآن عند والده في بلدة ( الحوقين ) ، ثم انتقل إلى قرية ( قصرا ) في الرستاق ، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي ، والشيخ راشد بن سيف اللمكي ، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي ، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم ، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه ، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي : أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما ، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما .
(1)وهكذأخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء ، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً .
رحلته إلى الشرقية:
هاجر الشيخ إلى المنطقة الشرقية سنة 1308هـ لما سمعه من أخبار الشيخ صالح بن علي الحارثي من علو صيته ، فطلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يستوطن القابل من شرقية عمان فامتثل أمره ، ولبث عنده يلتقط من فوائده ، ويستخرج من فرائده ، فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، فدرس التفسير ، والحديث ، وأصول الدين ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والمنطق .
وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي ، فكان لوفاته الأثر الكبير على الشيخ السالمي ، فأصبح الحمل عليه أكبر ، والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والشيخ السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ فقد ذهب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، وهناك التقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب ، وتناقش معهم فيما يخص المسلمين ، وما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وضد رواد الإصلاح خاصة ، واطلع على الكثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد إلى عمان لمواصلة مشواره (1)
6) مشايخه :
· الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي ، ولد بالقابل عام 1250هـ أخذ العلم عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ، ومن تلامذته الشيخ أبو مالك عامر بن حميد المالكي ، والشيخ عيسى بن صالح الحارثي . من من مؤلفاته : عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح . توفي سنة 1314هـ . (2)
· الشيخ راشد بن سعيد اللمكي ، ولد بمحلة قصرى من أعمال الرستاق عام 1262هـ ، وترعرع هناك إلى أن أصبح قاضيا ًومعلماً ، تلقى العلم من الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ومن تلامذته الشيخ سالم بن سيف اللمكي والشيخ محمد بن شامس الرواحي . من مؤلفاته : مجموعة مسائل في مختلف الدعاوي والأحكام والديانات ، ومنظومة في السلوك ، وله رسالة اسمها ( المسالك في علم المناسك ) توفي سنة 1333هـ (3)
· الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ولد في شهر رجب عام 1252هـ ، وقيل عام 1250هـ ببلد الحمراء من داخلية عمان ، فرحل إلى الرستاق لأخذ العلم ، وكان من كبار علماء عمان ، ولكنه لم يتعرض للتأليف ، وله أجوبة على المسائل نظماً ونثراً لو جمعت لما قلت عن أربعة مجلدات ، من شوخه : الشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي ، ومن تلامذته : الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ، والشيخ سعيد بن صالح العبري ، توفي سنة 1346هـ . (1)
7) تلاميذه :
· الشيخ الإمام سالم بن راشد الخروصي ولد ببلدة ( مشايق ) من قرى الباطنة سنة 1301هـ ، هاجر إلى الشرقية لطلب العلم ولازم الإمام السالمي . بويع سنة 1331هـ بالإمامة . توفي سنة 1338هـ ببلدة الخضراء من المنطقة الشرقية .(2)
· الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي ولد بسمائل سنة1299هـ ، بويع بالإمامة بعد وفاة الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1338هـ ، توفي سنة 1373هـ في نزوى ودفن بها ( 3)
· الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين ، كان عالما ، عاملا، قاضيا ، توفي بالمضيبي سنة 1373هـ . ( 4)
· الشيخ سعيد بن حمد الراشدي (أفردنا له ترجمة خاصة بعد هذه الترجمة لأنه صاحب المتن الذي نحن بصدد تحقيقه الآن )
8) مؤلفاته:
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من اهتمام بأمر إصلاح الإمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات شتى ، شملت العقيدة والفقه وأصوله ، والحديث ، وعلم اللغة العربية ، والتأريخ ، وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق المتعددة ، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
أ)أصول الدين (العقيدة ) :
· أنوار العقول ، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت
· بهجة الأنوار ، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول "(طبع بمطابع النهضة سلطنة عمان1411ه – 1991م)
· مشارق أنوار العقول ، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول" ، ألفه بعد الشرح المختصر لها .(طبع بتحقيق عبد المنعم العاني ، وتعليق سماحة الشيخ الخليلي ، دار الحكمة دمشق سوريا 1416هـ 1995م )
· غاية المراد في الاعتقاد ، قصيدة لامية في العقيدة .
· رسالة في التوحيد ، وهي في بيان العقيدة باختصار .
· الشرف التام في شرح دعائم الإسلام .
· اللمعة المرضية في أشعة الإباضية ، رد فيه على من قال إن الإباضية لم يكون لهم وجود إلا بعد المذاهب الأربعة ، وأنه لا يوجد لهم مؤلفات قديمة .
· كشف الحقيقة في الرد على من جهل الطريقة ، أرجوزة في حقيقة المذهب .
· روض البيان على فيض المنان ، شرح لقصيدة تلميذة سعيد بن حمد الراشدي في الرد على من ادعى قدم القرآن .
ب)أصول الفقه :
· شمس الأصول ، منظومة في أصول الفقه تتألف من ألف بيت .
· طلعة الشمس ، شرح منظومة "شمس الأصول ".( طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان سنة 1405هـ - 1985م
· الحجة الواضحة ، في الرد على التلفيقات الفاضحة ، رد فيه على من ادعى الاجتهاد وهو ليس له أهل .
ج) الحديث الشريف :
· شرح الجامع الصحيح ، وهو شرح لمسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء . أكثر الإستمداد من الشروح الحديثية ولا سيما "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لإبن حجر العسقلاني .(1)( طبع من قبل مكتبة الاستقامة سلطنة عمان )
د)الفقه :
· جوابات وفتاوى ( مطبوعة بتنسيق ومراجعة د.عبد الستار أبوغدة ، وإشراف عبد الله السالمي )
· مدارج الكمال ، أرجوزة نظم فيها " مختصر الخصال " لأبي إسحاق الحضرمي وهي في ألفي بيت . ( طبع بوزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· معارج الآمال ، شرح مدارج الكمال ، في 18 مجلد بلغ فيه باب الاعتكاف ولم يتمه وهو شرح مفعم بالأدلة والتحقيقات . (طبع من قبل وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان )
· جوهر النظام ، أرجوزة تزيد عن (14000) بيت . (مطبوع بتعليق أبو اسحاق اطفيش ،وابراهيم العبر ي )
· تلقين الصبيان ، رسالة مختصرة فيما يجب على الإنسان .
· الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ، طبع عل هامش طلعة الشمس .
· سواطع البرهان ، رسالة قصيرة على بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، جوابا على سؤال من زنجبار .
· إيضاح البيان في أحكام نكاح الصبيان .(طبع بمطابع الباطنة ومكتبتها للطباعة والتكنلوجيا الحديثة ,الناشرمكتبة نور الدين السالمي سلطنة عمان
· بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود .
· طريق السداد شرح لامية الجهاد المسماة بعلم الرشاد لشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، ( وهذا الذي في صدد تحقيقه ) .
هـ)النحو :
· بلوغ الأمل ، منظومة في المفردات والجمل ، وهي في
ثلاثمائة بيت ، وهي أول مؤلفاته .
· شرح بلوغ الأملفي المفردات والجمل (المنظومة السابق ذكرها ). (طبع بمطابع عمان ومكتبتها سلطنة عمان )
· المواهب السنية على الدرة البهية ، شرح "العمروطية
نظم الآجرومية" .
و)العروض:
· المنهل الصافي في العروض والقوافي ، أرجوزة في
ثلاثمائة بيت.
· شرح " المنهل الصافي في العروض والقوافي "(مطبوع )
ز) التأريخ :
· تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان . (مطبوع بمكتبة الاستقامة )
· الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي (شيخه) .(طبع في مقدمة كتاب عين المصالح من أ جوبة الشيخ صالح بن علي الحارثي ) (1)
9) وفاته :
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة ، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن . (2)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)